لك الله بالنصر العزيز كفيل – ابن دارج القسطلي

لك الله بالنصر العزيز كفيل … أجد مقام أم أجد رحيل

هو الفتح أما يومه فمعجل … إليك وأما صنعه فجزيل

وآيات نصر ما تزال ولم تزل … بهن عمايات الضلال تزول

سيوف تنير الحق أنى انتضيتها … وخيل يجول النصر حيث تجول

ألا في سبيل الله غزوك من غوى … وضل به في الناكثين سبيل

لئن صدئت ألباب قوم بمكرهم … فسيف الهدى في راحتيك صقيل

فإن يحيى فيهم بغي جالوت جدهم … فأحجار داود لديك مثول

هدى وتقى يودي الظلام لديهما … وحق بدفع المبطلين كفيل

مجمع له من قائد النصر عاجل … إليه ومن حق اليقين دليل

تحمل منه البحر بحرا من القنا … يروع بها أمواجه ويهول

بكل معالاة الشراع كأنها … وقد حملت أسد الحقائق غيل

إذا سابقت شأو الرياح تخيلت … خيولا مدى فرسانهن خيول

سحائب تزجيها الرياح فإن وفت … أنافت بأجياد النعام فيول

ظباء سمام ما لهن مفاحص … وزرق حمام ما لهن هديل

سواكن في أوطانهن كأن سما … بها الموج حيث الراسيات تزول

كما رفع الآل الهوادج بالضحى … غداة استقلت بالخليط حمول

أراقم تقري ناقع السم ما لها … بما حملت دون الغواة مقيل

إذا نفثت في زور زيري حماتها … فويل له من نكزها وأليل

هنالك يبلوا مرتع المكر أنه … وخيم على نفس الكفور وبيل

كتائب تعتام النفاق كأنها … شآبيب في أوطانه وسيول

بكل فتى عاري الأشاجع ماله … سوى الموت في حمي الوطيس مثيل

خفيف على ظهر الجواد إذا عدا … ولكن على صدر الكمي ثقيل

لها من خوافي لقوة الجو أربع … وكشحان من ظبي الفلا وتليل

وبيض تركن الشرك في كل منتأى … فلولا وما أزرى بهن فلول

تمور دماء الكفر في شفراتها … ويرجع عنها الطرف وهو كليل

وأسمر ظمآن الكعوب كأنما … بهن إلى شرب الدماء غليل

إذا ما هوى للطعن أيقنت أنه … لصرف الردى نحو النفوس رسول

وحنانة الأوتار في كل مهجة … لعاصيك أوتار لها وذحول

إذا نبعها عنها أرن فإنما … صاده نجيب في العدى وعويل

كتائب عز النضر في جنباتها … فكل عزيز يممته ذليل

يسيرها في البر والبحر قائد … يسير عليه الخطب وهو جليل

جواد له من بهجة العز غرة … ومن شيم الفضل المبين حجول

به أمن الإسلام شرقا ومغربا … وغالت غوايات الضلالة غول

يصول بسيف الله عنا وإنما … به السيف في ضنك المقام يصول

حسام لداء المكر والغدر حاسم … وظل على الدين الحنيف ظليل

إذا انشق ليل الحرب عن صبح وجهه … فقد آن من يوم الضلال أصيل

كريم التأني في عقاب جناته … ولكن إلى صوت الصريخ عجول

ليزه به بحر كأن مدوده … نوافل من معروفه وفصول

ويا رب نجم في الدجى ود أنه … من المركب الحاوي سناه بديل

تهادت به أنفاس روح من الصبا … وخد من البحر الخضم أسيل

وقد أومت الأعلام نحو حلوله … وحن من الغر الجياد صهيل

فجلى سناه العدوتين وبشرت … خوافق رايات له وطبول

وأيقن باغي حتفه أن أمه … وقد أمه الليث الهصور هبول

فواتح عز ما لها دون زمزم … ولا دون سعي المروتين قفول

وهل عائق عنها وكل سنية … إليك تسامى أو إليك تئول

سيوف على الجرد العتاق عزيزة … وأرض إلى البيت العتيق ذلول

فقد أذنت تلك الفجاج ودمثت … حزون لمهوى مرها وسهول

وقام بها عند المقام مبشر … وشام سناها شامة وطفيل

فيهنيك يا منصور مبدأ أنعم … عوائده صنع لديك جميل

وفرعان من دوح الثناء نمتهما … من المجد في الترب الزكي أصول

عقيبان بين الحرب والملك دولة … وعز مدال منهما ومديل

مليكان عم السالم الحرب منهما … غنى وغناء مبرم وسحيل

ويهنيك شهر عند ذي العرش شاهد … بأنك بر بالصيام وصول

فوفيت أجر الصابرين ولا عدا … مساعيك فوز عاجل وقبول