لا تلم ذا الهوى على أن يبوحا – مصطفى صادق الرافعي

لا تلم ذا الهوى على أن يبوحا … هكذا العطرُ دأبهُ أن يفوحا

كيفَ تخفى بينَ العواذلِ نارٌ … ساورتها الرياحُ ريحاً فريحا

وسقامُ الهوى يلوحُ على العا … شقِ مهما أرادَ أن لا يلوحا

غلبَ الشوقُ أهلهُ فترى القو … مَ طريحاً قضى ونضواً طريحا

وكأنَّ الغرامَ حينَ شرى الأن … فسَ ألفى الكرامَ أرخصَ روحا

يا أخا الحبِّ ما ارى الحبَّ إلا … نظراً جارحاً وقلباً جريحا

ثم من عاشَ بعدَ ذلكَ فقد عا … شَ ليبكي مما بهِ أو ينوحا

وترى الطيرَ ربما قامَ بسعى … لحظةً بعدَ أن تراهُ ذبيحا

ليسَ هذا الهوى سوى سكرةُ المو … تِ فهيِّءْ للعاشقينَ الضريحا

يطمعُ النفسَ في الجمالِ فإمَّا … طمعتْ ألفت الجمال شحيحا

وهو بينَ العيونِ والقلبِ رسمٌ … كلما جالت اللواحظُ يُمحَى

آه ما أوجعَ الغرامَ وما أع … جبَ جسماً على الغرامِ صحيحا

لم أكدْ أعرفُ الصبابةَ حتى … برحتْ بي همومُها تبريحا

وألفتُ العناءَ حتى من الرا … حةِ عندي أن لا أرى مستريحا

وإذا ضاقتِ الحياةُ بنفسٍ … وجدتُ وادي المماتِ فسيحا