لئنْ جمعتنا بعدَ ذا اليوم خلوة ٌ – بهاء الدين زهير

لئنْ جمعتنا بعدَ ذا اليوم خلوة ٌ … فلي وَلكمْ عَتْبٌ هناكَ يَطُولُ

وكنتُ زماناً لا أقولُ فعلتمُ … ولكنني منْ بعدها سأقولُ

لَعَمري لَقَد عَلّمتُموني عليكمُ … وإني إذا علمتُ فيّ قبولُ

خبأتُ لكمْ أشياءَ سوْفَ أقولُها … لها جملٌ هذبتها وفصولُ

فو اللهِ ما يشفي الغليلَ رسالة ٌ … وَلا يَشتكي شكوَى المحبّ رَسولُ

وما هيَ إلاّ غَيبَة ٌ ثمّ نَلتَقي … ويذهبُ هذا كلهُ ويزولُ

ويستكثرُ العذالُ دمعاً أرقته … وَفي حَقّكمْ ذاكَ الكثيرُ قَليلُ

وما أنا ممّنْ يَستَعيرُ مَدامِعاً … ليَبكي بها إن بانَ عنهُ خَليلُ

إذا ما جرى من جفنِ غيريَ أدمعٌ … جرَتْ من جُفوني أبحرٌ وَسيولُ

وأقسمُ ما ضاعتْ دموعيَ فيكمُ … وَلوْ أنّ روحي في الدّموعِ تَسيلُ

سوايَ لأقوالِ الوُشاة ِ مُصَدِّقٌ … وغيريَ في عتبِ الحبيبِ عجولُ

سيَندَمُ بَعدي مَن يَرُومُ قَطيعتي … ويذكرُ قولي والزمانُ طويلُ

ويا عاذِلي في لَوْعَتي لَستُ سامعاً … فكم أنا لا أصغي وأنتَ تطيلُ

إذا كانَ مَنْ أهواهُ عنيَ راضِياً … فيا رَبِّ لا يرْضَى عليّ عَذولُ