لأني أقولُ الحقيقة – عبدالعزيز جويدة

مُضْرَجٌ في دِماهْ

إنها الابتسامةُ

خَطٌ ويَفصلُ ما بينَ موتِكْ

وبينَ الحياةْ

جُرحُهُ مثلُ وَشمٍ

كَشطٍّ بعيدٍ

وصَعبٌ تَراهْ

مُضرَجٌ في رُؤآهْ

شاهرًا سيفَهُ

رغمَ موتِ الخلايا

نِصفُهُ ثائرٌ

نِصفُهُ في الضحايا

رافضًا أن يَموتَ

إلى أن يَزُفَّ جَميعَ الصبايا

كلَّما مَرَّ بينَ المقابرِ

يُلقي السلامْ

يبدأُ الميتونَ الكلامْ

يُشعِلُ الأرضَ شوقًا

لعشقِ الحقيقةْ

قالَ تَعشقُ أرضَكَ

مُنذُ الولادةِ

مِن قبلِ بَدءِ الخليقةْ

عاشِقٌ بالسليقةْ

عاشقٌ ماتَ عِشقًا

مِن أجلِ عَينِ العشيقةْ

قال في الحبِّ تَختارُ موتَكْ

تُحدِّدُ أنتَ الطريقةْ

مُضرجٌ في دِماهْ

عائدٌ للمقابرِ فورَ انتهاءِ التحرُّرْ

كلُّ شيءٍ تَغيَّرْ

ماتَ مَن ماتَ لكنْ

لم يَمُتْ مَن كانَ حيًّا وقررْ

لحظةَ الفصلِ ما بينَ

ما أنتَ فيهْ

وما تَبتغيهْ

لحظةَ الحسمِ في أن تكونَ الوحيدْ

( لحظةَ اليأسِ لا شيءَ يَبدو جديدْ )

لحظةَ البحثِ عن مفرداتِ الخلاصْ

لم يَعدْ لي مَناصْ

أنتَ مَن يَستطيعُ التَّكهُنْ

ومَن يَستطيعُ التمَعُّنْ

وأنتَ المُحاربْ

كيفَ تَسبحُ وحدَكَ ضِدَّ التجارِبْ

كيفَ تَدفعُ عُمرَكَ سِعرًا رخيصًا

لصيدِ العقاربْ

كيفَ تَعبُرُ لُجَّةَ هذا الهِياجِ

ومِن غيرِ طوقٍ

ومِن دونِ قاربْ

السلامُ السلامْ

على كلِّ راكبْ

السلامُ السلامْ

لمَنْ عَلَّمونا الكلامْ

ومَن عَلَّمونا التحَدي

ومن علمونا امتِشاقَ الحسامْ

وفَكَّ الطلاسِمْ

مُضرجٌ في دِماهُ

أو شِبهُ نائمْ

نِصفُهُ في المماتِ

ونصفٌ يُقاومْ

للحديثِ بَقيَّةْ

كلُّ عامٍ وأنتم ونحنُ وهُمْ

حِينَ فاضَ المَعينُ

أنا قلتُ : زُمْ

ثارَ مَن ثارَ حتى وصلْنا

إلى ضوءِ شمسٍ بعيدةْ

يَجلسُ الآنَ كلُّ الفوارسِ

فوقَ الجيادِ

لِرَدِّ المكيدةْ

مرَّ مَن مرَّ قالَ الكلامَ

الذي قلتُهُ في القصيدةْ

أنتِ أمي وعُمري وبَعضي وكلِّي

وأنتِ التوحُّدُ أنتِ الوحيدةْ

ليسَ لي أن أُزايدَ في حبِّ عُمرٍ

وفي صَدرِ أُمْ

وفي ذِكرياتي البعيدةْ

أنتِ خوفي وأمني

ملاذي الأخيرُ

إذا الموتُ في الحبِّ

أضحى عَقيدةْ

أنتِ في حَضرةِ العشقِ

كلُّ الأحبَّةِ

نوَّارُ عُمرٍ وعُقدٌ مِنَ الفُلِّ

أنتِ الحديقةْ

أنتِ أحلى صفاتي

ونفسي وذاتي

وأنتِ الأُمومةُ ، أنتِ الأُبوةُ ، أنتِ الصديقةْ

عُدتُ مِن حيثُ جئتُ

وقفتُ أمامَكْ

تَلعثمَ صوتي

فأرجوكِ أُمي

بأن تَعذِريني

لأني أقولُ الحقيقةْ

.