كَانَتْ وُجُوه – عبدالعزيز جويدة

كانَتْ وُجوهٌ .. واختَفَتْ

كَم تَختفي بعدي وبعدَكَ مِن وُجوهْ

نَمضي على هذي الدُّروبِ الموحِشَةْ

دَربٌ طويلٌ فيهِ سوفَ نَتوهْ

إنَّ الدروبَ جميعَها متشابهةْ

جُبٌّ وإخوَةُ “يوسُفٍ” ألقوهْ

غابَ الذي كنَّا جميعًا نعشقُهْ

وبَقى على قَيدِ الحياةِ أبوهْ

ونظَلُّ نَسرِدُ في الحديثِ ونَشتَكي

ونقولُ للراوي الذي لا فُضَّ فوهْ :

أكمِلْ لنا

وهو الذي ما كانَ يَدري

أنَّ مَن جاءوا هنا

جاءوا هُنا لِيُشيِّعوهْ

فإذا بهِ يَمضي ويترُكُنا معًا

هل بيننا حاكٍ جديدٌ

مَوتُهُ يَدعوهْ

هذي الحياةُ تَظلُّ ساقيةَ الأبَدْ

كلُّ الذي بشِمالِها ستَخُطُّهُ

لا بُدَّ أنَّ يَمينَها تمحوهْ

تُعطيكَ إن أعطتْكَ ما لا تَبتَغي

تُنسيكَ كَرهًا كلَّ ما تَرجوهْ

قُلْ للذينَ مَضَوا مِن قبلِنا :

ماذا أفادَ مِنَ الذي أخَذوهْ ؟

يا أيُّها الغيبُ الذي لا نَعلَمُهْ

لو عادَ يومًا منكَ فَردٌ فاسألوهْ

لِيقولَ ماذا قد رأى ،

وهلِ الذينَ يُحبُّهم حينَ التَقَوا عَرَفوهْ ؟

ليَدُلَّنا عن حالِهِم ،

أخبارِهِم ..،

كيفَ الإجابةُ عندما َ ..

سأَلوهْ ؟؟