كم أُوَرّي عن لوعتي وأُواري – ابن عنين
كم أُوَرّي عن لوعتي وأُواري … ما أَجَنَّتْ أَضالعي مِن أُواري
وارى صاحبي سلواً وفي القلـ … ـلبِ زنادٌ من قادحِ الشوقِ واري
جلداً أظهرُ السرورَ وإنْ أضـ … ـمرتُ حزناً بين الحَشا متواري
فسقى اللّهُ بين آبِل والمر … جِ ثقالاً من الغوادي السواري
كلَّ وطفاءَ تحسبُ الرعدَ فيها … بعدَ وهنٍ تَجاوبَ الأطيارِ
ورُبا عَزَّتَا وقد جادَها الثلـ … ـجُ ولاحتْ من سائر الأقطارِ
كعروسٍ من آل ساسانَ تُجلى … في دبيقي حُلَّة ٍ وإِزارِ
وزماناً مضى على آبِل السو … ق وليلُ الشبابِ وحفٌ خداري
ومسرَّاتُنا طِوالٌ عِراضٌ … والليالي قصيرة ُ الأعمارِ
أجتلي بنتَ كرمة ٍ خزنتها الـ … ـرومُ دهراً ما بين طينٍ وقارِ
صَيْدَنائيَّة ُ المناسب لكنَّ … أباها إذا اعتزى كانَ قاري
من يدري كل مترفِ ساحر الطَّر … فِ جميلِ الأوصافِ كالدينارِ
بجبينٍ مثلِ الصباحِ منيرٍ … تحتَ ليلٍ تضلُّ فيه المَداري
ما رأى الناسُ قبلهُ بدرَ ليلٍ … طافَ في مجلسٍ بشمس نهارِ
في رِياضٍ مثلِ السماءِ اخضراراً … زينتها أزاهرٌ كالدّاري
أحكمَ الصنعَ شهرَكانونَ فيها … فشذاها يُثني على آذارِ
مثلُ رزقي يدرُّ لي بخراسا … ن ومدحي في أهل جَيرون جاري
أَتمناهُم وهيهاتَ أَقصى الـ … ـدهرُ عنهم داري وشطَّ مزاري
غيرَ أني أَطوفُ في طلب الرز … قِ كأني كلّفتُ مسحَ البراري
ومحالٌ قولي لنفسي عزاءً … سرعة ُ السيرِ عادة ُ الأقمارِ
لو يخَلَّى القَطا لنامَ ولو خُلّـ … يتُ لم أَرم عن وِجاري وَجاري
ولو أني خيّرتُ في هذه الدنـ … ـيا لما اخترتُ غيرَ قومي وداري
فأيادي مبارز الدين أدنى … لثَرائِي وعزمُه لانتصاري
أَدْركَتنِي نُعماه في آخر الهنـ … ـد فما ظنكم بهِ وهو جاري
أمَّنتني يمناهُ من جورِ أيا … مي وجادت يَساره بيَساري
مَهَّدَ الشامَ عدلُه فالطَلا الأخـ … ـرقُ يرعى مع الذئابِ الضواري
دامَ تُخطيه حادثاتُ المنايا … نافذاً حكمهُ على الأقدارِ