للّهِ قاضي ديندوزَ فإِنهُ – ابن عنين

للّهِ قاضي ديندوزَ فإِنهُ … قاضٍ إِذا أسدى أَطالَ وأَعرضا

المتقنُ الأعمالَ حتى أنها … بهرتْ وأعجزَ صنعها من قد مضى

ستر الأراملَ واليتامى كفُّهُ … وسعى فأصبحَ سعيهُ عينُ الرضى

لولاهُ لم تسترْ لميتٍ عورة ٌ … فينا ولا كانتْ صلاة ٌ تُرتضى

ما إِنْ تراهُ الدهرَ إِلاَّ آمراً … وسطَ النَدِيّ وناهياً ومُحَرّضا

كم من فقيرٍ صنتَ مهجتهُ ولو … لا صنعُ كفّكَ كانَ من بردٍ قضى

ورُواقِ ملكٍ أنتَ شِدتَ ظِلالَهُ … لولاكَ زالَ ظلالهُ وتقوّضا

أَصبحتَ إِنْ نَشَرَ امرؤٌ مِن صُنْعِه … ما قد مضى تطوي الصنيعَ إذا مضى

ولَرُبَّ مُنْبتّ وصلتَ بصَحبِه … وطريقهُ لخفائهِ قد أغمضا

ولكم ركضتَ فنلتَ بالركضِ المنى … وأنرتَ مطويّاً ورضتَ الريّضا

وكستْ أناملُكَ اليَراعَ وشائِعاً … هنَّ السحابُ سقى البلادَ وروّضا

وصنيعة ٍ قد باتَ غيرُكَ نائماً … عنها وجفنُكَ ساهرٌ ما غمّضا

معدودة ٍ ممدودة ٍ مشهودة ٍ … بيضاءَ أَعجلَ صُنعُها أَن يُقتضى

كلتا يديكَ لصنعها مبسوطة ٌ … يتباريانِ كلمعِ برقٍ أومضا

كم فارسٍ في راحتيك ثيابُهُ … وجوادُهُ والمشرفيُّ المُنْتَضى

لو رامَ نشرَ صنائعٍ أَسديتَها … فيما مضى بَشَرٌ لضاقَ به الفضا

يسقي إذا بخلَ السحابُ ويرتوى … منه وعارِضُ مُزنِه قد أَعرضا

فاللّهُ يبقي للخليفة ِ صنعَهُ … ويَقي لنا قدميهِ مِن أَن ْ تُدحَضا