أَهاجكَ شوقٌ أم سَنا بارقٍ نجدي – ابن عنين
أَهاجكَ شوقٌ أم سَنا بارقٍ نجدي … يُضيءُ سَناهُ ما تُجِنُّ من الوجدِ
تعرَّصَ وهناً والنجومُ كأنها … مصابيحُ رهبانٍ تُشَبُّ على بُعدِ
حننتُ إليهِ بعدما نامَ صحبتي … حنينَ العشار الحائماتِ إِلى الوردِ
يُذكرني عصراً تقضَّى على الحِمى … وأيامَنا في أيمنِ العَلَمِ الفردِ
وإذا أمُّ عمروٍ كالغزالة ِ ترتعي … بواي الخزامى روضَ ذاتِ ثرى ً جعدِ
غُلاميَّة ُ التخطيط ريميَّة الطُّلى … كثيبيّة ُ الأردافِ خوطيَّة ُ القدِّ
حفظتْ لها العهدَ الذي ما أضاعهُ … صدودٌ ولا ألوى بهِ قدمُ العهدِ
ألا يانسيمَ الريحِ من تلِ راهطٍ … وروضِ الحمى كيفَ اهتديتِ إلى الهندِ
تسديتنا والبحرُ دونكَ معرض … وبيدٌ تَحاماها جَوازي المها الرُبدِ
فأصبحَ طِيبُ الهندِ يخفى مكانُه … حياءً ولا يبدو شذا العنبرِ الوردِ
أأهلُ الحمى خصوكَ منهم بنفحة ٍ … فأصبحتَ معتلَّ الصَّبا عطرَ البُردِ
لئنْ جمعتْ بيني وبينهمُ النوى … فأيُّ يدٍ مشكورة ٍ للنوى عندي
فما زالتِ الأيامُ تمهي شفارها … وتشحذُ حتى استأصلتْ كلَّ ما عندي
فأقبلتُ أَجتابُ البلادَ كأنني … قذى ً حالَ دونَ النومِ في أعينٍ رمدِ
فلم يبقَ حزنٌ ما توقلَّتُ متنهُ … وَلَمْ يبقَ سهلٌ ما جررتُ به بُردي
أكدّ ويكدي الدهرُ في كلّ مطلبٍ … فيا بؤسَ حظّي كم أكدّ وكم يكدي
طريدُ زمانٍ لم يجدْ لصروفهِ … بغيرِ ذرا البابِ العزيزيّ من وردِ
فلما استقرتْ في ذَراهُ بي النَوى … وألقتْ عصاها بين مزدِحمَ الوفدِ
تنصلَ دهري واستراحتْ من الوجى … قلوصي ونامتْ مقلتي وعلا جدي