كلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقَدَر – محيي الدين بن عربي
كلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقَدَر … هكذا المعلومْ
والذي يقضي به حكمُ النظر … سرهُ مكتومْ
كلُّ منْ أشهدَه سرُّ القدرْ … ربهُ يعلمُ
إنَّ بالحكم الذي فيه ظهر … عينه يحكمُ
عجباً فيمن له نعتُ البشر … وهو لا يفهمُ
والذي يشهدُه نورُ القمر … فهو المرحومُ
والذي عُيِّب عنه واستسرَّ … ذلك المحرومُ
شاهد النقل الذي حيرني … وبهِ أحيا
ودليلُ العقلِ قدْ صيرني … مُنكِراً أشْيا
فتراني عندما خيّرني … أكره المحيا
فأنا ما بين عقلٍ وخبر … ظالمٌ مظلومْ
فإذا سُرِّحتُ من سجنِ الفكر … قمتُ بالقيومْ
بالتجلي في التدلي قلتُ بهْ … فأبى عقلي
والتجلي في التحلِّي منه به … قالَ لي قلْ لي
انت مني عينُ ظلِّي فانتبه … ما الهوى منْ لي
إن جرى الأمرُ على حكمِ البَصَر … قلتُ بالمفهومْ
أو جرى الأمر على حكم العِبَره … ينتفي المرسومْ
لو أنَّ ما بي من شؤون العبادِ … وكلُّ ما يجري
يكونُ بالسبعِ الطباقِ الشدادْ … يسكّن عن دورِ
إنَّ الذي كان مسبيّ مراد … لصاحبِ الأمر
الصبر أولى بي من أجل الظفر … وإنه موهومُ
فاشربْ رحيقاً عندَ وقتِ السحرْ … مِزاجُه تسنيم
بساحلِ البحر رأيتُ التي … ما زلتُ ألغيها
فقلتُ للنفسِ ترى قبلتي … باللهِ أبغيها
فأنشدتْ تخبر عن جملتي … وذاك يطعيها
ليتني رملٌ على شطِّ البحر … يا ابني أو أطومْ
وترى عيني مذ تطلعُ سِحر … لبلادِ الرُّوم
كلمات: اسير الشوق
ألحان: محمد عبده