رسَالة – نزار قباني

فيديو رسَالة

وأخيراً .. أخذتُ منكِ رسالَهْ

بعد عامٍ لم تَكْتُبي لي خلالَهْ

عَرَّشَتْ وردةٌ على الهُدْب .. لمَّا

رحتُ أتلو سطُورَها في عُجَالَهْ

أبريدُ الحبيبةْ الغضُّ .. هذا ؟

أم ربيعٌ مُجرِّرٌ أذيالَهُ

فعلى أرض حُجْرَتي اندفعَ الزهرُ

وفوق الستارةِ المنهالَهْ

مرحباً .. ضيفةَ الهوى ، يجُفُوني

رقعةٌ ، عاطفيةٌ ، سَلْسَالَهْ

كلُّ حرفٍ فيها خزانةُ طيبٍ

يا لَهُ عطرَكِ النسائيَّ .. يا لَهُ

وعليها تَرَكتِ ما يتركُ النَهْدُ

صباحاً .. على نسيج الغِلالَهْ

إنَّه خَطُّكِ النسيقُ .. أمامي

مدَّ فوقي ورودَهُ .. وظلالَهْ

أُنْثَويٌ .. مُلَمْلَمُ الحرفِ .. ممدودٌ

أُحبُّ انخصارَهُ .. وانفتالَهْ ..

أنتِ في غرفتي .. وما أنتِ فيها

صورةٌ في خواطري مُخْتالَهْ

أنتِ بين الحُروف .. هُدْبٌ رحيمٌ

وفَمٌ .. رَفَّ رحمةً ونَبَالَهْ ..

كلُّ شيءٍ .. حتى لهاثُكِ فيها

والسراجُ الذي يصبُّ سُعالَهْ

وانقباضُ الفم الصغير .. وصدرٌ

هاجمُ الحَلْمَتَيْنِ .. أفدي انفعالَهْ

إنني سامعٌ صياحَ قميصٍ

شَرِسٍ .. زلزلَ الهوى زَلْزَالَهْ

وأعي إذْ أعي .. انفلاتةَ شعرٍ

غَجَريٍ . أَرخَى عليَّ خيالَهْ

لا تكوني بخيلةً .. واكتُبي لي

في عُروقي مقرُّ كلِّ رسالَهْ ..