كتبتُ إليكَ وَلي مُقلة ٌ – أبو الفضل الميكالي
كتبتُ إليكَ وَلي مُقلة ٌ … تَسُحّ بفَيضٍ عَليكَ الغُروبا
وقلبٌ يذوبُ بنارِ الهوى … ولستُ بخيلاً به أن يذُوبا
ومنْ يطوِ مكنونَ أحشائِه … على غُللِ الحُب قاسى الكروبا
ومنْ يُمتَحن بفراقِ الحبيبِ … يُلاقِ من الوجدِ أمراً عَجيبا
وقد كنتُ أحسبُني صَابِراً … جليدَ القُوى حينَ ألقى الخُطُوبا
فانكرتُ نَفْسي وألفيتُها … ضَعِيفَ القُوى إذ فقدتُ الحَبيبا
فقد ألِفَ الجَفنُ فيه السَّجُومَ … وقدْ ألِفَ القلبُ فيه الوجَيبا
شكوتُ هَوَاه إلى مُقلتي … فأذرَتْ على الخَدِّ دَمعاً خَضيبا
ولما تَمادى به عَتبُهُ … ولم أرَ عِندي لصَبرٍ نَصِيبا
بعثتُ إليه بشكوى النّزاعِ … وأمّلتُ من كَثَبٍ أنْ يؤوبا
فثبّطه قَدَرٌ حكمُه … على كلِ ذي أملٍ أنْ يَخيبا
وإني وفَرطَ انتظاري له … وخوفيَ من عائقٍ أن يَنُوبا
كمُنتظرِ الفِطرِ يومَ الصّيامِ … ومُرتقبِ الشَمسِ حتى تَغِيبا
وكالمُبتلى ليله بالسّقامِ … يُراعي الصَّباح ويرجُو الطَّبيبا