قصيدة إلى الغريبة – أدونيس

أسألُ ماذا أكتبُ

لزوجتي الغريبةِ العاشقةِ الصَغيرهْ

وورَقي ، إذا حضرتُ ، يهربُ

وريشتي في طرَف الجزيره

حمامةٌ تلتهبُ.

أسألُ ماذا أكتبُ؟

غريبةٌ

أجفانُها سلالمُ وجُدُرُ

غريبةٌ لأنها تحبّ غيرَ نفسِها

لأنها تحيا لجارٍ بائسٍ

لطفلةٍ شريدةٍ،

لأنّها، الأعمى تقود خطوَهُ

تفرشُ عينيها لَهُ

غريبةٌ لأنها تبدلُ كلّ مقصلَه

بسنبلَهْ.

لأنها تحترقُ

لكي تجيءَ الطُّرُقُ.

أعرف أنّ حلمها يطولُ

أعرف أن شَعْرها يطولُ

أعرف أن سرّها يطولُ

أعرفها…

تختصرُ الكونَ بلفتتين.

أعرف أن بيتها ينتظرُ

ويسهرُ

وأنه التجربةُ الصميمةُ

الطّالعةُ، الآنَ ، غدا

وأنه الحب الذي يبتكر

ويسهرُ

أسألُ ماذا أُنشدُ

لزوجتي ، لهذه الوالهةِ الخالقةِ الحبّ على مثالِها،

أسألُ ماذا أُنشدُ

والحرفُ كم يُقسِّدُ

كم يجهلُ الشعورَ في المفاصلِ المرهفةِ المرهقةِ

التي ترى ما لا يُرى ، التي

تدلّ البح كيف يُشرقٌ

والشيءَ كيف ينطقُ

أسأل ماذا أنشدُ

لزوجتي لغدها الماضلِ

والحرف كم يُقيّدُ

كم يجهل الشعور في المفاصلِ.

لها، هُنا النوافذ ، الوسادةُ الكتابُ والمجامرُ العتيقةُ الراسمةُ

الأفقَ بقوس قُزَحِ

بالفرحِ،

تنتظرُ

وتسهرُ

مثليَ ، مثل بيتها تنتظرُ

وتسهرُ.