قد أعلن البلقان حرباً عوان – محمد حسن أبو المحاسن
قد أعلن البلقان حرباً عوان … فالله ثم الصارم المستعان
سيسترد من عزنا … ما عرضته لندن للهوان
والحكم السيف الصقيل الذي … بحكمه الفاصل لا يستهان
يفصح يوم الروع في حكمه … عن لغة تغني عن الترجمان
هيهات ان نطبق اجفاننا … على القذى فعل الدليل المهان
ان حياة الذل موت الفتى … لا خير في العيش إذا المرء هان
لو خلد الحر ذليلا لما … شاء البقا كيف به وهو فان
ما كان سيف الحق ذا نبوة … لو كان في غير يمين الجبان
طاحت شظايا قلبه دهشة … من خبر الهيجاء قبل العيان
رجوت بالرعديد نصراً وما … للنصر إلا كل ثبت الجنان
لا قربت دارك من ذاهب … قد رام بالأسلام شرا فبان
ساقك من مصر هوى لندن … فجئت مدفوعاً لهدم الكيان
وزارة ليس لها من يد … تشكر غلا ندم الامتحان
واليوم عادت حلباتالعلى … للمحسنين الكر يوم الرهان
قد ضمنو للملك عز الحمى … وهم جديرون بذاك الضمان
لا يحملون الضيم الا كما … يحمل من موج الهواء السنان
ولا يهز الخطب أحلامهم … الا إذا هزهز شم الرعان
كل حمي ساهر جفنه … برعى الوغى ان نام ليل الهدان
والقلم النفاث في كفه … يفرى الطلى فري الحسام اليمان
اليوم يوم فيه أرواحنا … تبذل لكن المعالي تصان
اليوم إما الظفر المرتجي … نحى به أو غرفات الجنان
إذا انتصرنا عز ركن الهدى … أولا فيوم الملة الأرونان
قد صاغت الحرب وسام العلا … والشرف الخالد عمر الزمان
فمن وقى بالنفس أوطانه … كان جديراً بالوسام المزان
يا وقعة بالروملي اكتست … منها المغاني حلل الأرجوان
خاضت بها الابطال بحر الوغى … احمر من فيض دم الشوس قان
وكان للموت بها فتكة … من ذكرها يضطرب الخافقان
ما ظهروا بأساً ولكنه … سيل جرى من كل قاص ودان
وقد تركنا بالثرى منهم … جبال قتلى شاهقات القنان
فلا تزال الدهر في صوفيا … مآتم تندب فيها الحسان
فالوجنة الحمرا بها الدمعة … البيضاء تبر رصمتة جمان
لو شهدت حرب العدى يعرب … كان لها في ذلك اليوم شان
لجالت الخيل عليها القنا … عادية تردي بأسد الطعان
من كل مستعذب ورد الردى … كانه صفو رحيق الدنان
مدافع المكسيم في سمعه … اشهى غناً من نبرات القيان
يا ملة الإسلام حسب العدى … ما اغتنموا من فرص الأفتتان
توحيدنا يقضى بتوحيدنا … قد صدع الذكر به والبيان
والسلف الصالح أولى بنا … ان نقتفيه بالمزايا الحسان
كانوا إذا جد زحام يداً … كانوا إذا لد خصام لسان
فاتحدوا واتفقوا وادفعوا … عن دينكم كيد عدو وشان
فهذه الحرب التي من يعن … فيها ندين الله كان المعان
وقلدوا الدولة إصلاحكم … لا تطلبوا الشيء بعير الأوان
لا تفصموا اليوم عرى عزكم … فتصبحوا في قبضة الامتهان