فَحْواكَ عَيْنٌ على نَجْوَاكَ يامَذِلُ – أبو تمام

فَحْواكَ عَيْنٌ على نَجْوَاكَ يامَذِلُ … حَتَّامَ لاَيَتَقضَّى قَوْلُكَ الخَطِلُ؟

وإنَّ أسمجَ من تشكو إليهِ هوى ً … من كانَ أحسنَ شيءٍ عندهُ العذلُ

ما أقبلتْ أوْجُهُ اللذّاتِ سافرة ً … مذْ أدبرَتْ باللوى أيامُنا الأولُ

إن شئتَ ألا ترى صبراً لمصطبر … فانظُرْعلى أَي حالٍ أصبَحَ الطَّلَلُ

كأَنَّماجَادَمَغْناهُ، فَغَيَّرَه … دُمُوعُنا،يومَ بانُوا،وَهْيَ تَنْهَمِلُ

وَلَوْتَرَاهُمْ وإيَّانا ومَوْقِفَنا … في مـأتمِ البينِ لاستهلالنا زجلُ

من حرقة أطلقتها فرقة ٌ أسرتْ … قلباً ومنْ غزلٍ في نحرِهِ عذلُ

وقَدْطَوَى الشَّوْقَ في أَحشائنابَقَرٌ … عينٌ طوتهنَّ في أحشائِها الكللُ

فرَغْنَ لِلسحْرحَتَّى ظَلَّ كُلُّ شَجٍ … حران في بعضه عن بعضه شغلُ

يخزي ركام النقا ما في مآزرها … ويَفْضَحُ الكُحْلُ في أَجْفانِهاالكَحَلُ

تَكَادُ تَنتَقِلُ الأَرواحُ لُوتُرِكَتْ … من الجسومِ إليها حيث مكة ً الهملُ

هانتْ على كلِّ شيءٍ فهو يسفكها … حتى المنازلُ والأحداجُ والإبلُ

بالقائِمِ الثَّامِن المُسْتَخْلَفِ اطَّأدَتْ … قواعدُ الملكِ ممتداً لها الطولُ

بيُمْنِمُعْتَصِمٍ باللَّهِلاأَوَدٌ … بالمُلْكِ مُذْضَمَّ قُطْرَيْهِ ولاخَلَلُ

يَهْنِي الرَّعِيَّة َ أَنَّ اللَّهَ مُقْتَدِراً … أعطاهمُ بأبي إسحاقَ ما سألوا

لو كانَ في عاجلٍ من آجل بدلٌ … لَكانَ في وَعْدِهِ منْ رِفْدِهِ بَدَلُ

تغايرَ الشعرُ فيه إذ سهرتُ له … حتى ظننتُ قوافيهِ ستقتتلُ

لولا قبوليَ نصحَ العزمِ مرتحلاً … لَرَاكَضاني إليهِ الرَّحْلُ والجَملُ

لَهُ رِيَاضُ نَدى ً لم يُكْبِ زَهْرَتَهَا … خلفٌ ولم تتبخترْ بينها العللُ

مدى العفاة ِ فلم تحللْ بهِ قدمٌ … إِذَ اخلَعَ اللّيْلُ النَّهارَ رَأَيْتَها

ماإنْ يُبَالي إذا حَلَّى خَلائِقَهُ … بجُودِهِ أَيُّ قُطريْهِ حَوَى العَطَلُ

كأَنَّ أمْوَالَهُ والبَذْلُ يَمْحَقُها … نهبٌ تعسفهُ التبذيرُ أو نفلُ

شَرسْتَ بَلْ لِنْتَ بَلْ قانَيْتَ ذَاكَ بِذا … فأَنتَ لاَشكَّ فيكَ أَنتَ السَّهْلُ والجَبَلُ

يدي لمنْ شاءَ رهنٌ لمْ يذُقْ جُرعاً … مِنْ راحَتَيْكَ دَرَى ماالصَّابُ والعَسَلُ

صَلَّى الإِلَهُ على العَبَّاسِ وانبجَسَتْ … على ثَرى ً حَلَّة ُ الوَكافَة ُ الهُطُلُ

ذَاكَ الذي كَانَ لَوْأنَّ الأنامَ لَهُ … نسلٌ لما راضهُم جبنٌ ولا بَخَلُ

أبو النجومِ التي ما ضنَّ ثاقبها … أَن ْلم يَكَنْ بُرْجهُ ثَوْرٌ ولاحَمَلُ

من كلِّ مشتهرٍ في كلِّ معتركٍ … لم يعرفِ المشتري فيه ولا زُحَلُ

يَحْمِيهِ لأَلاَؤُهُ أَولَوْذَعِيَّتُهُ … من أنْ يُذال بمنْ أو مِمَّن الرَّجلُ

وَمَشْهَدٍ بينَ حُكْم الذُّل مُنْقَطِعٌ … صاليهِ أو بحبالِ الموتِ متصلُ

ضَنْكٍ إِذاخَرِسَتْ أبطَالُه نَطَقَتْ … فِيه الصَّوارِمُ والْخَطّية ُ الذُّبُلُ

لايَطمَعُ المَرْءُأَنْ يَجْتَابَ غَمْرَتَه … بالقَوْلِ مَا لَمْ يَكُنْ جِسْراً له العمَلُ

جليتَ والموتُ مبدٍ حرَّ صفحتِهِ … وقدْ تفرعَنَ في أوصالِهِ الأجلُ

أبحْتُ أوعارَه بالضربِ وهو حمى ً … للحَرْب يَثْبُتُ فيهِ الرَّوْعُ والوَهَلُ

آلُ النبي إذا ما ظلمة ٌ طرقَتْ … كانُوا لنا سُرجاً أنتمْ لها شعلُ

يستعذبون مناياهم كأنَّهمُ … لا يبأسونَ من الدنيا إذا قُتلوا

قَوْمٌ إذَاوعدواأَوْ أَوْعَدُوا غَمرُوا … صدقاً ذوائبَ ما قالُوا بما فعلُوا

أسدُ العرينَ إذا ما الروعُ صبحَها … أوصَبَّحْتهُ، ولكِنْ غَابُها الاسَلُ

تَنَاوَلُ الفَوْتَ أَيدِي المَوْتِ قَادِرَة ً … إذا تناولَ سيفاً منهمُ بطلُ

ليسقمِ الدهرُ أو تصححْ مودتُهُ … فاليَوْمَ أَوَّلَ يَوْمٍ صَحَّ لي أَمَلُ

أَدْنَيْتُ رَحْلي إلى مُدْنٍ مَكارِمَهُ … إليّ يهتبلُ اللذْ حيثُ أهتبلُ

يَحميهِ حَزْمٌ لِحَزْمِ البُخْلِ مُهْتَضِمٌ … جوداً وعرضٌ لعرض المالِ مبتذلُ

فِكْرٌ،إِذَا رَاضهُ رَاضَ الأُمورَ بهِ … رَأْيٌ تَفَنَّن فيهِ الرَّيْثُ والعَجَلُ

قَدْ جَاءَ مِنْ وَصفِكَ التَّفْسِيرُ مُعْتَذِراً … بالعجزِ، إنْ لم يغثني اللهُ والجُملُ

لقَد لَبِسْتَ أَمِيرَالمؤمنينَ بها … حَلْياً نِظَاماهُ بَيْتٌ سَارَ أَومثَلُ

غَريبة ٌ تُؤْنِسُ الآدَابُ وَحْشَتَها … فما تَحُلُّ على قومٍ، فترتحِلُ