في غزال البدو مَبْدَا غزَلي – ابن شيخان السالمي
في غزال البدو مَبْدَا غزَلي … صح عذري فيه فاطرح عَذَلي
لم يكن عذلك محموداً بمن … وجهه الشمس ببرج الحَملِ
كم عيون وقلوب تلك في … شُغُلِ منه وذي في شُعَلِ
أنا أهوى قُبُلَ الخدِّ وما … لحسام اللحظ لي من قِبَلِ
تبطل الدعوى من اللحظ ولا … بأسَ في وِرد الردى للبطلِ
كلما قبلت فاهُ عَلَلاً … أقبلت عافيتي في عِللِ
لا يزال الصَّب من معشوقه … في بلاء وهو من ذاك خَلي
عجباً أشرع فيه مِلَلاً … وأراهُ شارعاً في مَلَلي
يا ظباء الترك لم تترك لكم … ظبياتُ البدو دعوى مَثَلِ
إنَّ للبدو لفضلاً بادياً … بذواتِ الحسن بين الكُللِ
وُضَّح الوجه هضيمات الحشَى … نُحَّل الخصر عظام الكَفَلِ
كم سبت صاحب بأس وتقى … بقنَا القدّ وسيف المُقَلِ
أنا ما دمتُ فتىً أشكرها … شكرَ دهرٍ فيه عيسى بن علي
شيخ صدق جامع في جوده … بينَ أن قال نعم والعملِ
أن بالبحرين بحراً طامياً … يقذف الدُّر لأيدي النُّزّلِ
وعجيب إنه ثالثها … وهو للسبعة مثل المعتلي
ما البحار السود لما زخرت … عنده إلاَّ كمثل الوَشَلِ
يهبُ المال كثيراً ويرى … هو من تقصيره في خجلِ
إن أتى الآملُ لبَّاهُ الندى … داعياً أبشْرِ بدَرْك الأملِ
وعليٌّ في سما رتبته … ومعاليه عليٌّ كعلي
بطل تعرفه مبتسماً … في ملاقاة الظُّبا والأَسَلِ
يَرِدُ الموتَ شهيّاً مثلما … يرد الجاني حياضَ العسلِ
يا عليِ المجد جئناك متى … سار إحسانك سيرَ المثلِ
كان بالبحرين سادات مضوا … بهم التاجر في الشعر مَلي
قد عرفناك بهم مقتدياً … بعظيم الفضل نهج الأولِ
وشكونا لك دهراً معضِلاً … ورَجوناك لكشف المعضلِ
لم يزل في عيشةٍ ممدودة … لك بالخيرات من ربٍّ وليّ