فلو أنني أنصفتُ نفسي لصنتها – الشريف المرتضى
فلو أنني أنصفتُ نفسي لصنتها … ونزهتها عن أن تذل لمطمعِ
ومالي وأبواب الملوكِ وموضعي … من الفضل والتجريب والفضل موضعي؟
ومالهم مالي من العلم والتقى … ولامَعَهُمْ يوماً منِ الحلمِ ما معي
وهل أنا إلاّ طالبُ النَّقْصِ عندهمْ … وإلاّ ففضلي يعلمُ اللهُ مُقنِعي
وهل لصحيح الجلدِ من متمعكٍ … لذي العرِّ المفرى بمضجعِ؟
وما أنا بالرّاجي لِما في أكفِّهِمْ … فلِمْ نَحْوَهُمْ ياويحَ نفسي تطلُّعي
ولم أنا مرتاعٌ لما يجلبونهُ … وما زلتُ في الأقوامِ غيرَ مُروَّعٍ
وقد عشت دهراً ناعمَ البال راكباً … من الخَفْضِ في أقتادِ عَوْدٍ مُوَقعِ
أبيًّا فلاظفر الظُّلامة ِ جارحي … هناك ولاداعي الملامة مسمعي
ومازالَ هذا الدَّهرُ يُخسِرُ صَفْقتي … ويُبدِلُ نَبْعي كلَّ يومٍ بخِرْوَعِ
إلى أن أراني حيث شئت سفاهة … لكلِّ مُلَوّى عن جميلٍ مُدَفَّعِ
فعد مقر الضيم إن كنت آنفاً … ودع جانباً تُخزى بساحته دعِ
فمصرعُ من ولى من الذلِّ هارباً … ببيض الوغا أو سُموها غيرُ مصرعِ