أما رأيتَ ضُحَيّا – الشريف المرتضى

أما رأيتَ ضُحَيّا … أُدْمَ الركائبِ تُحْدَى ؟

يردنَ نجداً وما اشتا … قَ مَن عليهنَّ نَجْدا

و فوقهنّ وجوهٌ … مثلُ النجومِ تَبدَّى

يغربن ” بدراً ” ويطلعـ … ـنَ بالإيابة سعدا

وقد تجلَّدْتُ حتّى … يخالني القومُ جلدا

وما رَدِيتُ وممَّا … أودّ أني أردى

قل للقلاصِ خفافاً … يخدنَ بالظعنِ وخدا

تخالهنُّ سراعاً … ربداً يبارين ربدا

بمنْ حملتنّ وجدي … وما حملتنَّ وجْدا؟

حلفتُ بالبيتِ جاءوا … إليهِ ركضاً وشدا

مطوفين عليه … تقى كهولاً ومردا

والواردين ظِماءً … من ماءِ زَمْزَمَ رَغْدا

و البائتين بجمعٍ … لاقين في الله جهدا

يُقلِلْنَ من مَرْوِ جَمْعٍ … للرَّمْيِ زَوجًا وفَرْدا

لهمْ أناملُ عيضتْ … من جِلدها ثَمَّ جِلْدا

و بالنحائرِ تلقى … عندَ الجِمارِ فتُرْدَى

تهدى إلى اللهِ براً … والبِرُّ للهِ يُهدَى

و واقفي عرفاتٍ … يرجون للهِ رفدا

ما أنْ تَرَى ثَمّ إلاّ … ربًّا لعبدٍ وعبدا

عدُّوا الّذي كان منهمْ … واستنفروا منه عَدَّا

لقد خلفتُ ألوفًا … للناس عهداً وودا

و ما تعاطيتُ هزلاً … ولا تعافيتُ جِدًّا

ولا صددتُ بوجهي … عمنْ جنى ليَ صدا

ولا تَجاوزتُ قصدًا … و لا تعديتُ حدا

ولا وهبتُ وِدادًا … وَسُمتُ مُعطاهُ رَدّا

يا أوثقَ الناسِ عقداً … و أعذبَ الناسِ وردا

لا راعَهمْ منكَ بَينٌ … و لا أروا منك بعدا

فما استطاعوا لفضلٍ … آتاك ربك جحدا

سلوك طوراً ولكنْ … للسلّْ صانوك غمدا

فإنْ ضربتَ فماضٍ … قدّ الضريبة َ قدا

ما زلتَ فيهمْ سناناً … ـدٍ الّذي جَلَّ مَجْدا:

و ما أردتَ على الهو … لِ نجدة ً منك جندا

فإنْ رموا كنتَ ترساً … وإنْ ورَوْا كنتَ زَنْدا

و إن دجوا كنت صبحاً … وإنْ ضَحَوْا كنتَ بَرْدا

خذْ ملءَ كفيك من عا … مِكَ الّذي جاء رِفْدا

و ما وعدتَ به خذْ … و من يد الدهرِ نقدا

ما كنتَ تمطُلُ وَعْدًا … فكيفَ تُمطَلُ وَعْدا؟

و استشعرِ النجحَ درعاً … والبِسْ من اليُمْنِ بُرْدا

و عشْ فما العيشُ إلاّ … ما كانَ رَحْبًا ورَغْدا

يُراحُ بابُكَ فينا … قصداً إليه ويغدى

و اخلدْ فخلدك أوفى … منا علينا وأجدى

و لا يزلن نيوبُ الـ … ـخطوبِ حولك دردا

و لا رأينا لشيءٍ … نهواه عندك فقدا