عُد لي صديق – صباح الحكيم

و تقلبت أيامنا و تبعثر الحلم الأنيق

وتغير الوقت الذي كنا رسمنا فيه أحلام الطريق

صوراً لأحلامٍ صغيرة

خلف الخيالات البعيدة

في المدى و على النجوم

وتناثرت من حبّنا السحريّ أشواق العناق

و طريقنا يمضي نقيا ً رغم أزمنة العناء

فتارة ً نبكيه فقدا ً عند آلام السنين

وتارة نبكي ضياعا ً.. خلف أمواج الحنين

و نغوص في شهد المحبة خالدين

يطير قلبانا بعيدا

لا نرى شيئا سوى ضحكاتنا فوق الشفاه

فتوالت الأيام..عدنا وحدنا

و تفرقت خطواتنا… وا حسرتاه

فتبعثر الحب الجميل

و لقد فقدتكَ

وافتدقت الظلّ والحب.. افتقدتك يا صديق

فمضيت أبحث في الظلام

عن حبنا المفقودِ ما بين الزحام

كأنما العصفورُ يبحث في الفضاء

عن عشه الزاهي بأصوات الصغار

كم كانت الأشواق تجمع بيننا… رغم الضباب

رغم المسافات البعيدة و الجدار

ما كان يمنعنا المحال

بل كانت الأرواح تغفو في أكف الأمسيات

و الحب قنديلٌ على ثغر المساء

و أنامل النبضات تعزف همسنا

فيطير قلبي من ضلوعي في الغناء

يشدو كأضواء النهار مغردا

كم كنت أخشى لوعة الهجران في ألم السهاد

و أتوه وحدي في الزوال

و يضيع مني القلب ما بين الحنايا، يهتريء

و مضيت أبحث في دفاترنا القديمة

عن همسة الحب اليتيمة

فبكت ورودي وهي تبحث عن شذاك

تاهت كحــُلمي عن عطورِ الأغنيات

وروعة الذكرى وأنسام الوداد

وحرقة الأوراق من نغم النشيد

أنا لن تضيع محبتي .. لن تنتهي وسط الرياح

ولن تهاجرَ ثورة الأشواق من صدر (الصباح)

سيظلّ حبك في دمي

كالنور يسكن أنجمي

وتظل بعدك يا ودادي

دمعة (الصبح) الحزينة والبكا.. حظي الوحيد

بيني و بينك قد تعاهدنا دوام الوصل و الحب الأصيل

و إذا.. بأول عثرة

صار الخلاف وقد مضى الوجد العريق

ومضى بنا الماضي السحيق

و عانقت أنفاسنا الحيرى و أسكرنا الهوى

وتمزقت من دمعة الأجفان أحلام اللقا

و اليوم روحانا تلاشت في متاهات الشقا

عد.. يا عزيزي

و اترك الأوهام.. أوجاع العشيق

عد مثلما كنا زماناً أصدقاء

أنا لست أرغب أن نكابد بين أحزان الغرام

مع أن هذا القلب مشتاق إليك

فلا يرى إلاكَ فيه

مهما يطول الدرب أو يشقى الطريق

فبك الحنايا يا مرادي تستفيق

عُد لي صديق

عُد لي صديق

(الصبح) أعني أسمي المتواضع ..