عذيري من هم ابيت احاربه – محمد حسن أبو المحاسن

عذيري من هم ابيت احاربه … وحيداً سوى عزم تسل قواضبه

وماذا عسى ان يبلغ الضرب ساعدي … بلا مسعد والخصم تردي كتائبه

كأن الدراري الزاهرات اسنة … لوامع في ليل تخب مقانبه

كأن سواد الليل صبغة غادر … بعهد وداد من خليل يصاحبه

كأن نجوم الأفق اخلاق ماجد … سري من الفتيان زهر مناقبه

كأن الثريا كف ابلج باسط … إلى الوفد كفاً تستهل سواكبه

كأن سهيلا خافقاً متوقداً … حشا عاشق بالوجد تذكو لواهبه

كأن السها اختار الخمول لعلمه … بأن نبيه الذكر جم متاعبه

وقد شمخ العيوق كبرا بانفه … فقل سناه عندما ازورّ جانبه

ارى القطب حرا في الكواكب ثابتاً … على مبدء تسمو سموا مراتبه

ولعت بهذا الليل اكلأ نجمه … وارقبه والنجم عان مراقبه

ولو لم يكن هم لأدراك شأوه … لما بت ارعى سيره واصاحبه

يقولون لي كم تركب الهول مقدماص … على الأمر لم تؤمن عليك عواقبه

فقلت لهم كم يدرك الحتف وادعاً … بخفض وقد ينجو من الحتف راكبه

ويحيى بعز من يخوض غمارها … فذاك الذي تصفو وتحلو مشاربه

وما سولت نفس الجبان فباطل … تسول ان سدت عليه مذاهبه

ويحمل مني الخطب والله عدتي … فتى لا تبالي بالخطوب مناكبه

وما ذل مني جانب لملمة … إذا نزلت بالطود ذلت جوانبه

وما الحر الا كالنضار وانما … تهذب في حر اللهيب شوائبه

افدت من الأيام رأياً وحكمة … ومن ائبات الدهر تأتي رغائبه

إذا محكمات الرأي شاقتك فاتبع … هدى اشيب قد حنكته تجاربه

اراعك من شيبي سنا البرق في الدجى … فما لشبابي لم ترعك غياهبه

رقيت إلى أوج البهاء وهذه … بقودي يا شمس الجمال كواكبه

الفت مشيبي والخضاب خلابة … ومن حق الفي انني لا اخالبه

أكذب نفسي وهي جد عليمة … بأمري فما شأن البياض وخاضبه

وللدهر اطوار فبينا تسرنا … بشائره عادت تسود نوادبه

ونهج المعالي واضح غير انه … مهيب ولم يبلغ من الفوز راكبه

أخذنا إلى المجد الأثيل سبيله … فذلت لنا من بعد لأي مصاعبه

ضربنا بسيف الحق من رد حكمه … وذلك سيف لا تفل مضاربه

ارى الحق اقوى كل شيء وانما … يعود ضعيفاً حين يضعف صاحبه

على السيف ان يفري الضريبة ماضياً … وليس عليه ان يقصر ضاربه

إلى العز يا شعب العراق إلى العلى … إلى المجد تبدو شهبه وثواقبه

إذا عضد الحق اتفاق تطلعت … لمن يبتغيه بالنجاح مطالبه

ويخضع للشعب القوي ارادة … عدو يناويه وقرن يغالبه

وما لمبادي ولسن من ضمانة … لمتكل لا تستقل مآربه

نريد وفاء بالعهود وإنما … هي الرقم فوق الماء يعبث كاتبه

أحب من الفتيان أروع ماجداً … عفيفاً شريف النفس تزكو ضرائبه

إذا كان هم المكثرين اكتسابهم … فان المعالي همه ومكاسبه

ويؤثر بالأخلاص صالح قومه … على النفس علماً ان ذلك واجبه

وللوطن المحبوب يبذل واهباً … نفائس ما جادت عليه مواهبه