طلمَتْ عينُكِ عيني إنّها – أبو الفضل بن الأحنف
طلمَتْ عينُكِ عيني إنّها … بادَلَتْها بالرُّقادِ الأرَقَا
سُلِّطَ الشِّوقُ على الدَّمعِ فما … هبَّ داعي الشّوقِ إلا اندفقا
كنتُ لا أمنحُ قلبي سُؤلَهُ … ولقَد كنتُ عليهِ شَفِقَا
فتَمادَى القلبُ في بحرِ الهَوى … يركَبُ التّغريرَ حتى غَرِقَا
أيّها النّادبُ قوماً هلكوا … صارت الأرصُ عليهم طبِقا
أُندُبِ العُشّاقَ لا غَيرَهُمُ … إنّما الهالكُ من قد عشقا
أشرق الميدانُ فاستنكرتهُ … كيف لا أعرفُ تلكَا لطّرقا
خبَّروني أنَّها مرَّتْ به … قُلتُ: مِنْ ثَمّ أراهُ مُشْرِقَا
فشَمَمْتُ الرّيحَ من تِلقائِها … فاستطارَ القلبُ منِّي شَقِقا