طرَقَ الكَرى بالغانِياتِ، ورُبّما – الأخطل

طرَقَ الكَرى بالغانِياتِ، ورُبّما … طَرَقَ الكَرَى مِنْهُنَّ بالأهْوالِ

حُلُمٌ سرَى بالغانِياتِ، فزارَني … مِنْ أُمّ بَكْرٍ مَوْهِناً بخَيالِ

أسرى لأشْعَثَ هاجِدٍ بمفازَة ٍ … بخيالِ ناعمة ِ السرى ، مكسالِ

فَلَهَوْتُ لَيْلَة َ ناعِمٍ، ذي لذَّة ٍ … كقريرِ عينٍ، أو كناعمِ بالِ

بغَزيرَة ٍ نَفَخَ النّعيمُ شبَابَها … غرثى الوشاحِ، شبيعة ِ الخلخالِ

في صورة ٍ تَمّتْ وأُكْمِلَ خَلْقُها … للنّاظرينَ، كصورة ِ التِّمْثالِ

تَمّتْ لمَنْ نَعَتَ النّساءَ، وأُكملَتْ … ناهيكَ منْ حُسنٍ لها وجَمالِ

وملاحة ٍ في منطقِ مترخمٍ … منْها، وحُسْنِ تَقَتُّلٍ ودَلالِ

تَرْنو بمُقْلَة ِ جؤذَرٍ بخميلَة ٍ … وبمشرقٍ بهجٍ وجيدِ غزالِ

وبواردٍ رجل كأنّ قرونهُ … منْ طولهِ، موصولة ٌ بحِبالٍ

ما روْضة ٌ خَضْراءُ، أزْهَرَ نَورُها … بالقَهْرِ بَينَ شقايقِ ورِمالِ

بهجَ الربيعُ لها، فجادَ نباتها … ونمتْ بأسحمَ وابلٍ هطالِ

حتى إذا التف النباتُ، كأنهُ … لونُ الزخارِفِ، زينتْ بصقالِ

نفت الصبا عنها الجهامَ، وأشرقتْ … للشمسِ، غبَّ جنة ٍ وطلالِ

يوْماً، بأمْلحَ مِنْكِ بهجَة َ مَنْطِقٍ … بَينَ العَشيّ وساعة ِ الآصالِ

يَنْشُدْنَ، بَعْدَ تلَمُّسٍ وسؤالِ … بَعْضُ النّجومِ، وبَعْضُهُنَّ تَوالي

تَشْفي الضَّجيعَ، إذا أرادَ عِناقَها … بمقبلٍ عذبِ المذاقِ، زلالِ

صافٍ، يرفّ كأنّما ابتسمتْ بهِ … عن غبّ غادية ٍ، غداة شمالِ

شَبِمٍ، كأنَّ الثَلْجَ شابَ رُضابَهُ … بسُلافِ خالِصَة ٍ مِنَ الجِرْيالِ

صَهْباءَ، صافيَة ٍ، تنَزَّلَ تَجْرُها … ببلادِ صَرْخَدَ، مِنْ رؤوسِ جِبالِ

من قرقفِ الزرَجونِ فتَّ ختامها … فالدَّنُّ بين حَنابِجٍ وقِلالِ

مِنْ قَهْوَة ٍ نَفَحَتْ، كأنَّ سَطيعَها … مسكٌ، تضوعَ في غداة ِ شمالِ

أو راحَ ذي نطفٍ يظل متوجاً … للشربِ، أصهبَ قالصِ السربالِ

فكذاكَ نَكْهَتُها، إذا نبّهْتَها … والجلدُ غير مدرنٍ متفال

فَدَعِ الغوانيَ والنّشيدَ بذِكْرِها … واصْرِفْ لذِكْرِ مَكارِمٍ وفَعال

إنا لنقتادُ الجيادَ على الوجا … نحو العدى بمساعرٍ أبطالِ

في كلّ ذي لَجَبٍ، كأنَّ زُهاءهُ … لَيْلٌ تَعرَّضَ، أوْ رِعانُ جِبالِ

دهمٌ يظلُّ بهِ الفضاءُ معضلاً … كالطودِ أرعنَ مجفلَ الأثقالِ

ما بين أولهِ وآخر جمعهِ … يومٌ يسارُ وليلة ُ البغالِ

مَجْرٌ تَظَلُّ البُلْقُ في حافاتِهِ … ينشدنَن بعدَ تلمسٍ وسؤالِ

ونسيرُ بالثغرِ المخوفِ فجاجهُ … بسَلاهِبٍ جُرْدِ المتونِ، طِوالِ

خوصٍ كأن شكيمهنَّ معلقٌ … بقنا ردينة َ أو جذوعِ إوالِ

نقتادُ كلَّ طمرة ٍ رأدَ الضحى … وعِنانَ كلّ مُجلْجِلٍ، صَهّالِ

مِنْ كل أدْهمَ، كالغُرابِ سوادُهُ … طرفٍ وأحمرَ كالنديمِ نسالِ

يسقى الربيعُ يصانُ غيرَ مصردٍ … مَحْضَ العِشارِ، وقارِصَ الأشوالِ

ودَنا المُغارُ لها، فهُنَّ شَوازِبٌ … خَلَلَ المطيّ، كأنّهُنَّ مَغالِ

يمشينَ إذْ طالَ الوجيفُ على الوجا … نحوَ العدو كمشيمة ِ الرئبالِ

أوْ كالكلابِ على الهَرَاسِ، يطأنَهُ … أوْ مشْيَهُنَّ، يطأن شوْكَ سَيالِ

يخرجنَ من قطعِ العجاجِ كأنها … عِقْبانُ يوْمِ تَغَيُّمٍ وطِلالِ

خَيْلٌ إذا فَزِعَتْ كأنَّ رعيلَها … نحو العدى موضونة ٌ برعالِ

ومسومٍ عقدَ الهُمامُ برأسهِ … تاجَ الملوكِ، رددنَ في الأغلالِ

ومَكَرِّ مُعْتَرَكٍ ترَكْنَ حُماتَهُ … للطيرِ بينَ سوافلٍ وعوالي

صَرْعى يظَللُّ الطّيْرُ يَحجُلُ بَيْنها … ينقرنَ أعينها مع الأوصالِ

كمْ مِنْ أُناسٍ قَدْ حَوَيْنَ نِهابَهُم … وأفأنَ مِنْ نَعَمٍ وحيِّ حِلالِ

شُعْثِ النّواصي، عادة ٌ مِنْ فِعْلها … سفكُ الدماء، وقسمة ُ الأموالِ

فتركن قد قضينَ من حمسِ الوغى … وطَراً، وجُلْنَ هُناكَ كلَّ مجالِ