طافوا بقبرك والدموع سجام – محمد حسن أبو المحاسن

طافوا بقبرك والدموع سجام … ولكل قلب لوعة وأوام

قبر تضمن آية قدسية … رفعت فأكبر شأنها الإسلام

يا مضجع التقوى ويا جدث التقى … بكرت عليك تحية وسلام

ومجدد الإسلام بعد دثوره … حياك من صوب النعيم غمام

للمسلمين بكل عام موقف … فيه المآتم للتقى تقام

فيه الرزية لا يزال لدكرها … حزن تجدده لنا الأعوام

يا آية النور الذي فيه انجلى … المتقابلان الظلم والاظلام

لك اية القلم الذي لشباته … دانت ضباها البيض والأقلام

أضحت ملوك الأرض وهي مروعة … بيراعة نفذت لها الأحكام

حاطت حمى الدين الحنيف عن العدى … وغدت لدين الله وهي عصام

كم من يدلك لا يقوم بشكرها … نثر وليس يحدهن نظام

حررت من رق الأسار معاشراً … كانت تسام مذلة وتضام

نهضوا ولكن واثقين بقائد … بيديه كان النقض والأبرام

فد كنت ترعاهم بعين عناية … يقضى وتسهر والعيون نيام

أحييت مجدا للعراق وأهله … لله محي المجد وهو رمام

فالشعب يحكم نفسه في نفسه … وعليه عترة أحمد حكام

وأطاعك الشرق العصي فأهله … إن سرت ساروا أو أقمت أقاموا

كنت القوي على الخطوب تقلها … بضعيف جسمك والخطوب جسام

كنت المنار بلا ضلال لمهتد … رفعت له من نورك الأعلام

ونهضت مضطلعاً بكل عظيمة … منها ينوء متالع وشمام

وهديتنا نهج السبيل وحبذا … نهج نسير به وأنت إمام

وسننت في حفظ الشريعة منهجاً … تمشي به علماؤنا الأعلام

شرع النبي محمد بمحمد … قد عز جانبه فليس يرام

فله الشجاعة في العدى وله التقى … لله فهو الناسك الضرغام

ما كان عهد الناس قبل نهوضه … إن المدارس للأسود آجام

ومسدد الآراء يقصد ان رمى … غرض الصواب كأنهن سهام

لله قد نجحت سريرة قصده … إن السرائر بعضها الهام

يا باعثاً روح الحياة لأمة … قد فارقت أرواحنا الأجسام

ألفت شملهم الشتيت فأصبحوا … وهم يد تسطو وأنت حسام

حرمات دين بينهم محفوظة … وأخوة فكأنهم أرحام

وعهدت في أهل الكتاب بسيرة … فيها عهود رعاية وذمام

فضميرك التقوى وظاهرك الهدى … وفعالك الإحسان والإنعام

عدل وإحسان وارفة والد … فلتبك خير أب لها الأيتام

إن الوجود به تحلى جوهراً … قد زان صدر الدهر منه وسام

لولا الغلو لقلت إن ضريعه … حرم على من زاره الأحرام

وسيجمع التاريخ من اثاره … ورداً له صحف العلى أكمام

شرفت بأعظمك الزكية تربة … حق لها التعظيم والإكرام

لله نفسك انها قدسية … والنفس عند ذوي الحجي اقسام

فسعدت حيا والإمامة رتبة … وسعدت ميتا والجنان مقام

فجزيت خيراً من عميد مصلح … لا زال يذكر فضله الإسلام