ضحك – أديب كمال الدين

سقط المطر

قطرة ً قطرةً

موجةً موجةً

بحراً فبحراً

حتّى طلعت الشمسُ راقصةً بنورها العجيب.

ضحك الأطفال

وطاروا خلال أشجار اللوز والتفّاح والبرتقال

ضحكت الصبايا الصغيرات

وانتبهن إلى نهودهنّ الجميلة

وضحكت العاشقاتُ اللائي حطّمهن العشق

وصيحاتُ الجسدِ المكبوتِ كلّ ليلة

ضحكت العصافيرُ والزرازير

وسط النور والدخان

ضحكت الساعاتُ والمستشفيات

والمرضى الذين يبحثون عن وميض الشفاء

ضحك الشرطيّ والطاغية

ومفجرّ القنابل والموظف البليد

وحرسُ الحدود المرتشون

ضحك الأولياءُ والذاهلون والمنفيون

ضحكت الراقصاتُ بملابسهن العارية

وضحك تلامذة ُالمدارس

ومحاسبو المصارف

وسائقو التكسيات

ضحك الحمّالون

وبائعو الفواكه واللصوص والمخبرون

ضحك العباقرةُ وأنصاف العباقرة

والمخنّثون والعابرون

ضحك المبتهجون بالعري

وامتلاء المائدة بالنبيذ

ضحك القتلى والغرقى

ثم ضحك الموتى جميعاً

واشتدّ الضحك

اشتدّ

اشتدّ

وحدي كنتُ أتأمل المشهد

وأبكي

وحدي كنتُ أتأمل المشهد

وأموتُ ببطء.