ضحكت تباشير الصباح كأنها – ابن القيسراني
ضحكت تباشير الصباح كأنها … قسمات نور الدين خير الناس
المشتري العقبى بأنفس قيمة … والبائع الدنيا بغير مكاس
وسرى دعاء الخلق يحرس نفسه … إن الدعاء يعد في الحراس
راض الخطوب الصم بعد جماحها … وألان من قلب الزمان القاسي
وأعاد نور الحق في مشكاته … وأقام وزن العدل بالقسطاس
واختار مجد الدين سائس ملكه … فحمى الرياسة منه طود راسي
فهو الخبير بكل داء معظل … يأسو جراح زماننا ويواسي
وأذل سلطان النفاق بعزة … خضعت لها الآساد في الأخياس
وعرته أقران الخطوب فصدها … ألوى يمارسها أشد مراس
ولو أن فيض النيل فائض فضله … لم تفتقر مصر إلى مقياس
سكنت شعب الدهر بعد تخمط … وألنت من عطفيه بعد شماس
وفتحت باب الحظ بعد رتاجه … وأذنت للأطماع بعد الياس
حتى منحت الخلق كل مسرة … فالناس في عرس من الأعراس