صَحا القلبُ إلا نَظرة ً تَبعثُ الأَسى – ابن عبد ربه

صَحا القلبُ إلا نَظرة ً تَبعثُ الأَسى … لها زَفرة ٌ مَوصولة ٌ بحنينِ

بلى ربَّما حلَّتْ عُرى عَزَماتِهِ … سوالفُ آرامٍ وأعينُ عينِ

لَواقطُ حبَّاتِ القُلوبِ، إذا رنَتْ … بسحرِ عُيونٍ وانْكِسارِ جُفونِ

ورَيطٌ منَ الموشيِّ أينعَ تحتهُ … ثمارُ صدورٍ لا ثِمارُ غُصونِ

بُرودٌ كأنوارِ الربيع لبسْنَها … ثيابُ تَصابٍ لاثيابُ مُجونِ

فَرَينَ أَديمَ الليلِ عن نُورِ أَوجهٍ … تُجَنُّ بها الألبابُ أيَّ جنونِ

وجوهٌ جرى فيها النَّعيمُ فكُلِّلتْ … بوردِ خُدودٍ يُجْتنى بعيونِ

سألبسُ للأحزانِ ثوبَ تصبُّرٍ … وإنْ لم يكُنْ عندَ اللِّقا بحَصينِ

فكيفَ ولي قلبٌ إذا هبَّتِ الصَّبا … أهابَ بشوقٍ في الفؤادِ كمينِ

ويهتاجُ منه كلَّ ما كانَ ساكناً … دعاءُ حمامٍ لم يبِتْ بوُكونِ

وإِنَّ ارْتياحي من بكاءِ حَمامة ٍ … كذي شجنٍ داويتُهُ بشُجونِ

كأَنَّ حَمامَ الأيكِ، حينَ تَجاوبَتْ، … حزينٌ بكى من رحمة ٍ لحزينِ