صليلُ المواضي واهتزازُ القنا السُّمرِ – ابن عنين
صليلُ المواضي واهتزازُ القنا السُّمرِ … بغيرِهما لا يُجتنى ثمرُ النَّصْر
وصبرً الفتى في المأزقِ الضنكِ فادحٌ … وركنّهُ أهدى طريقٍ إلى الفرِ
وتحت ظلامِ النَّقعِ تُشرقُ أوجهُ الـ … ثناءِ وجمعُ المجدَ في فرقة ِ الوقرِ
وما استعبدَ الأحرار كالعفوِ إنْ جنى … جَهولٌ وفضلُ الصدرِ في سَعة الصدرِ
ومن لم تنوهْ باسمه الحربُ لم يزلْ … وإنْ كرمتْ آباؤهُ خاملَ الذكرِ
إِذا غشيَ الحربَ العَوانَ تمخَّضتْ … وقد لقحتْ عن فتكة ٍ في العدى بكرِ
خلالٌ على ً لولا المعظَّمُ أعجزتْ … طرائقُها الأملاكَ بعد أَبي بكرِ
هلالٌ وبدرٌ أشرقا فابتهالُنا … إِلى الله إِبقاءُ الهلالِ مع البدرِ
مليكٌ إذا ما جالَ في متنِ ضامرٍ … ليومِ وغى ً أَبصرتَ بحراً على بحرِ
عليمٌ بتصريفِ القنا فرماحُه … مواقعُها بين التَّرائبِ والنَّحرِ
إِذا علَّ في صدر المدجَّج عاملاً … بدا علُّهُ فوقَ السنانِ على الظهرِ
وما مشبلٌ من أسدَ خفَّانَ باسلٌ … يذودُ الرَّدى عن أم شبلينِ في خدرِ
هزبرٌ إذا اجتازَ الأسودُ بغيلهِ … فأشجعها خافي الخطى خافتُ الزَّأرِ
حواليهِ أشلاءُ الوحوشِ نضيدة ٌ … غريضٌ على مستكرهٍ صائكِ الدَّفرِ
بِوادٍ تَحاماهُ الأُسودُ مهابة ً … ونكَّبَ عن مسراهُ والجة ُ السَّفرِ
بأعظمَ منه في القلوبِ مهابة ً … وإنْ غضَّ منها بالطَّلاقة ِ والبشرِ
بكلَّ فتى ً من آلِ أيوبَ لم يزلْ … دِفاعاً لخطبٍ أو سِداداً على ثَغر
إِذا استلأموا يومَ النِزال حسبتَهم … أسودَ العرينِ الغلبِ في غاية ِ السُّمرِ
فلا وزرٌ من بأسه لعداتهِ … ولو وقلتْ كالعصمِ في شامخٍ وعرِ
ولو حاولَ المريخُ في الأفقِ منعها … لخيَّم ما بين النَّعائم والغَفر
فيا أيّها الملكُ المعظَّمُ دعوة ً … إليكَ لمطويّ الضلوعِ على جمرِ
غريبٌ إذا ما حلّ مصراً أبى له … وشيكُ النوى إلاّ ارتحالاً إلى مصرِ
له غُنية ٌ عن غيركم من قناعة ٍ … وأمّا إلى معروفكم فأخو فقرِ
فحتّامَ لا أنفكُّ في ظهرِ سبسبِ … أهجّرُ أو في بطن دويّة ٍ قفرِ
أُشقّقُ قلبَ الشرقِ حتى كأنني … أفتشُّ في سودائهِ عن سنا الفجرِ
ويقبحُ بي أن أرتجي من سواكمُ … نوالاً وأن يعزى إلى غيركم شكري