صرمتْ حبالكَ زينبٌ وقذورُ – الأخطل

صرمتْ حبالكَ زينبٌ وقذورُ … وحِبالُهُنَّ إذا عَقَدْنَ غُرُورُ

يرمينَ بالحدقِ المراضِ قلوبنا … فَغَوِيُّهُنَّ مُكَلَّفٌ مَضْرُورُ

وزعمنَ أني قد ذهلتُ عن الصبى … ومضى لذلكَ أعصرٌ ودهورُ

وإذا أقولُ صحوتُ منْ أدوائها … هاجَ الفُؤادَ دُمًى أوانسُ حُورُ

وإذا نصبنَ قرونهنَّ لغدرة ٍ … فكأنما حلتْ لهنَّ نذورُ

ولقد أصِيدُ الوَحْشَ في أوْطانِها … فيذلّ بعدَ شماسهِ اليعفُورُ

أحيا الإلهُ لنا الإمامَ فإنهُ … خيرُ البرِيّة ِ للذُّنوبِ غَفورُ

نورٌ أضاء لَنا البِلادَ وقَدْ دَجَتْ … ظلم تكادُ بها الهداة ُ تجورُ

الفاخِرونَ بِكُلّ يوْمٍ صالحٍ … وأخو المَكارِمِ بالفَعالِ فَخورُ

فعليكَ بالحجاجِ لا تعدل بهِ … أحداً إذا نزلتْ عليكَ أمورُ

ولقَدْ عَلِمْتَ وأنْتَ أعْلَمُنا بِهِ … أن ابن يوسفَ حازمٌ منصورُ

وأخو الصَّفاء فما تزالُ غَنيمَة ٌ … منهُ يجيء بها إليكَ بشيرُ

وترى الرواسمَ يختلفنَ وفوقها … ورقُ العراقِ سبائكٌ وحريرُ

وبَناتُ فارِسَ كلَّ يوْمٍ تُصْطَفَى … يعلونهنَّ وما لهنَّ مهورُ

خوصاً أضرَّ بها ابن يوسفَ فانطوتْ … والحَرْبُ لاقِحَة ٌ لهُنَّ زَجورُ

وترى المُذكّيَ في القِيادِ كأنّهُ … مِنْ طولِ ما جَشِمَ الغِوارَ عَقيرُ

هَرِيَتْ نِطافُ عُيونِهنَّ فأدْبرَتْ … فكأنهنَّ من الضرارة ِ عورُ

وحَوِلْنَ مِن خَلَجِ الأعِنّة ِ وانطوَتْ … منها البطونُ وفي الفحولِ جفورُ

قَطَعَ الغُزَاة ُ عِجافَهُنَّ فأصْبَحَتْ … حردٌ صلادمُ قرحٌ وذكورُ

ولقَدْ عَلِمْتَ بلاءَهُ في مَعْشَرٍ … تغلي شناهُ صدورهمْ وثغورُ

والقومُ زَأرُهُمُ وأعْلى صَوْتِهِمْ … تحت السيوفِ غماغمٌ وهريرُ

واذ اللقاحُ غلتْ فإن قدورهُ … جُوفٌ لهُنَّ بما ضَمِنَّ هَدِيرُ

طَلَبَ الأزارِقَ بالكتائِبِ إذْ هوَتْ … بَشبيبَ غائِلَة ُ النّفوسِ غَدُورُ

يرجو البقية بعدما حدقتْ بهِ … فرطُ المنية ِ بحصبٍ وحجُورُ

فأباحَ جَمْعَهُمُ حَميداً وانْثَنى … ولهُ لوقعهِ آخرينَ زئيراً