دعاني أمرؤٌ أحمى على الناسِ عرضه – الأخطل
دعاني أمرؤٌ أحمى على الناسِ عرضه … فقُلْتُ لهُ: لَبيك، لمّا دَعانِيا
هجتهُ يرابيعُ العراقِ، ولم تجدْ … لهُ في قديمِ الدَّهْرِ، إلاّ تَواليا
فإن تسعَ يابن الكلبِ تطلبُ دارماً … لتُدْركَهُ، لا تَفْتإ الدَّهْرَ عانِيا
أتطلبُ عادياً بني الله بيتهُ … عزيزاً، ولم يجعلْ لك الله بانيا
سَعَيْتَ شَبابَ الدَّهْرِ، لمْ تستطعهُمُ … أفالآن، لما أصبحَ الدهرُ فانيا
أصخْ يا بن ثفرِ الكلب عن آل دارمٍ … فإنّكَ لَنْ تسطيعَ تِلْكَ الرَّوابيا
وإنكَ لو أسريتَ ليلكَ كلهُ … مِن القَوْم، لمْ تُصْبِحْ مِن القوْم دانيا
بخستَ بيربوعٍ لتدركَ دارماً … ضلالاً لمن مناكَ تلكَ الأمانيا
أتشتمُ قوماً أثلوك بنهشلٍ … ولولاهُمُ كنتمْ كعكلٍ مواليا
مواليَ حَدَّاجي الرَّوايا، وساسة َ … الحميرِ، وتباعينَ تِلْكَ التّواليا
إذا احْتَضَرَ النّاسُ المياهَ نُفيتُمُ … عنِ الماء، حتى يُصْبَحَ الحوْضُ خاليا
أجحافٌ ما منْ كاشحٍ ذاقَ حربنا … فيفلتَ إلاّ ازدادْ عنا تناهيا
وما تمنعُ الأعداءَ منا هوادة ٌ … ولكنّهُمْ يَلْقَوْنَ مِنّا الدَّواهِيا
ويَوْمَ بَني الصَّمْعاء، خاضَتْ جِيادُنا … دماء بني ذكوانَ رنقاً وصافيا
فقَدْ تركَتْهُمْ في هَوازِنَ حَرْبُنا … وما يأخذونَ الحقّ إلا تلافيا
قتلنا غنياً بالموالي، فلم نجدْ … لقتلى غنيّ للحرارة ِ شافيا
ونَصْراً، ولوْلا رغْبة ٌ عَنْ محارِبٍ … لأشبعَ قتلاها الضباعَ العوافيا
وغُضُّوا بَني عَبْسٍ لها مِن عيونِكُم … ولمّا تُصِبْكُمْ نَفْحَة ٌ مِن هجائيا
فقد كلتموني بالسوابقِ قبلها … فبرزتُ منها ثانياً من عنانيا
هجاني بنو الصمعاء، والبيدُ دونها … وما كان يلقى غبطة ً من هجانيا
وما كانتِ الصمعاءُ إلا تعلة ً … لمنْ كانَ يعتسُّ الإماءَ الزوانيا