شربت ايطاليا كاس العطب – محمد حسن أبو المحاسن
شربت ايطاليا كاس العطب … في طرابلس بأسياف العرب
حدثتها كذباً آمالها … انها تبلغ بالحرب الأرب
فصدقناها بضرب علمت … منه ان الصدق للبيض القضب
طربت للفتح لكن الوغى … بدلت بالحزن ذياك الطرب
هيجت كل كمي باسل … دارع بالصبر نباذ اليلب
يكره المرهف في هام العدا … أو يرى من حده ما قد أحب
اصبحت اسيافنا كافلة … انها تبدي من الضرب العجب
مشرفيات عليها رقمت … آية النصر وعنوان الغلب
كلما ثار سحاباً جيشهم … عصفت فيه المنايا فانسحب
وإذا ما برقت أسيافهم … في سماء النقع بالموت انسكب
فكأني بأساطيلهم … أصبحت وهي اساطيل الهرب
رب معصوب يتاج منهم … عاد معصوباً بسيف ذي شطب
جزعت روما على مصرعه … انها احدى حظيات النكب
لست أشكو الحرب بل اشكرها … اننا فزنا بهذا المحترب
هذبت من كل شوب صفونا … مثلما هذبت النار الذهب
فنهضنا باتحاد صادق … مثلما تنهض أخوان النسب
دول الإسلام قد أضحت يداً … مثلما عادت إمارات العرب
وقف الشهم السنوسي بها … حامياً وقفة مجد وحسب
ما دجى ليل الوغى حتى جلا … ليله ابلج وضاح النسب
هتف الإسلام بالكرب به … فأتى يرقل فراج الكرب
انهضت افريقيا دعوته … نهضة من هولها الغرب اضطرب
كل خواض وغى يمشي لها … مشية الظامي إلى الماء العذب
لذ طعم الموت في أفواههم … فكأن الموت ضرب من ضرب
عرب لكنهم ما عرفوا … وهو من الفاظهم معنى الرهب
خطر ما مثله من خطر … طرق الإسلام من كل حدب
ابلغ الإسلام عني نفثة … جمرها بين الحيازيم التهب
انها حرب الصليب انبعثت … فابعثوها وهي ترمي اللهب
ما وراء الدين ترجى غاية … وإذا لم ننصر الدين ذهب
فاز من حامي على أوطانه … وعل الدين فأدى ما وجب
أيها الشرق انتبه من نومة … ضجت الاعصر منها والحقب
أو لم يغضبك ما أنت به … شيمة الليث إذا ضيم غضب
قد سلبت العز والعز إذا … لم تذد عنه المواضي يستلب
ما أراك اليوم الا جسداً … ضرجوه بدماء فاختضب
ما أراك اليوم الا مغنماً … عاد مقسوماً ونهباً ينتهب
ثروة تجنى ومجد يقتنى … وعلا تحوى وأرض تغتصب
فاضرب التقسيم بالسيف تكن … حاسماً فيه أماني من حسب
فإلى كم تكثر العتبى ولا … يعتب الغرب ضعيفاً ان عتب
كنت غابا بالمواضي أشباً … فاستباحوا ذلك الغاب الاشب
كنت للعلم سماء زينت … بشموس تتجلى وشهب
فمتى تسترجع العلم الذي … سامه أهلك جهلا فاغترب