سََيدة الحلم – جمال مرسي

سأنام ..أنام

بيَ ودٌ أن أطبق أجفاني

بيَ شوقٌ للأحلامْ

و لي زمنٌ لم اهنأ بالنومِ

أرقي يصلبني على شرفات الأيام

فأطل بحزن الإنسان على الإنسان

يا سيدةً دوماً تسكن أحلامي

هل أبحر في عينيك الزرقاوين بمجدافٍ مكسور ؟

و شراعٍ خرقته الريح ؟

يا سيدةً دوماً تسكن أحلامي

هل تأتين الليلة ؟

هل يأتي من أغفو على صدره ِ

و هو يقص عليَّ حكايات علاء الدين

أو قصة ليلي و المجنون ؟

و يهدهدني و يغني لي أحلى الأنغام

يا سيدةً دوماً تسكن أحلامي ؟

أين أنت الآن و أين منامي ؟

أين جوادك ذاك الأشقر ؟

و القصر الذهبيُّ و أعمدة المرمر ؟

أين الخُدّام ؟

لا ابصرُ إلا طرقاتٍ غير معبدةٍ

و بقايا إنسان و غلام

يتسلق سور القصر المهجور

بحثاً عن كسرة خبزٍ يحرسها ثعبانٌ أرقط

أو قطعة لحمٍ في فم التنين

لا ابصر إلا أسماكاً مفترسة

توشك أنت تلتهمَ البحرَ

و البحر حزين ْ

لا اسمع إلا أصوات ذئابٍ فرحت بوليمة أغنام .

و الدنيا من حولي

كدخان يخنقني

فأشد الأغطية على رأسي

حتى لا ابصر لا اسمع لا أتنفس

يا سيدتي

فأنام

و أمنِّي نفسي أن تأتي ذات مساء

نستلقي تحت شجيرة نبقٍ

نتحدث عن عشٍ يجمع كل الفقراء الأيتام

نتجول بالحلم سنينا لا يأتي الحراس

لا اشعر بالجوع

لا شوق بي لطعام

يكفيني أن انظر في عينيك الحالمتين طويلا فأراني

لا اتعب لو سرت حياتي إليك على الأقدام

من زمن سقوط الوردة في ثانية

لزمانٍ يجهل لغة الأرقام

يا سيدة دوماً تسكن أحلامي

جئت إليك ببعض زماني .

معذرة لو أن هدايايَ إليك أحزان و حطام

إني لا املك في دنيايَ سوى قلبٍ

يترنح بين الحلم و بين اللحظةْ

في زمنٍ نضجت فيه الآثام

في زمنٍ يا سيدتي

عزت فيه علينا الأحلام