سواي على الضيم يبقى رهينا – محمد حسن أبو المحاسن

سواي على الضيم يبقى رهينا … وغيري يرى ضارعاً مستكينا

وما بين جنبي نفس العزيز … يأبى لها عزها ان تهونا

واني لاجمع شمل الصديق … على خلة لا تسيء الظنونا

ولست اعاطيه ضد الصفاء … هوى ظاهراً ونفاقاً دفينا

وامضي على معضلات الأمور … وان لم اجد غير سيفي معينا

وارمي إلى الحمد لحظ البصير … وعن كل ذم اغض الجفونا

سريع إلى ما يزين الفتى … بطيء على ما يشين القرينا

فأن ترني قد جعلت الاباء … سجية ابائي الغر دينا

فأني انمى إذا ما انتميت … إلى الصيد من يعرب الأكرمينا

ارومة مجد على الزاهرات … مدت فروع العلى والغصونا

فلاحت مساعيهم انجما … تضيء وتشرق للناظرين

بحور نجى تستمد البحور … منها ولكن زلالا معينا

وفي السلم والحرب ايمانهم … تنيل المنى أو تبث المنونا

فيوم القرى ينصبون الجفان … ويوم الوغى يكسرون الجفونا

سل الدهر يخبرك عن مجدهم … فان لديه الحديث اليقينا

مشوا والزمان جديد الشباب … يلفون أعوامه والسنينا

فشاب ومجدهم لا يزال … على قدم العهد غضا مصونا

يرنح اعطافه ناشراً … عليها ذوائبه والقرونا

اعد في شمائلهم نظرة … تجد حسنها ظاهرا مستبينا

فلم تر بالوفر إلا الجواد … ولم تر بالعرض إلا الضنينا

شمائل يذكو شذا طيبها … فتأرج السنة الواصفينا

هم المسرعون إذا ما دعوا … لمكرمة وهم السابقونا

هم المرخصون بيوم الكفاح … نفوساً تغالى على المرخصينا

إذا وعدوا الوعد لم يخلفوا … وكانوا لموعدهم منجزينا

مصاليت حرب يخوضونها … لعزمتهم والضبا مصلتينا

إذا قصر الروع فيها الخطى … مشوا كالجمال لها مر قلينا

إذا انجلت الحرب عن مغنم … فغير المكارم لا يغنمونا

ولا يذخرون سوى المكرمات … إذا ذخر القوم علقا ثمينا

لهم حكمة القول عن السن … نواطق بالحق لا يمترينا

لهم عزة الجار في منزل … به الجار يأوي المحل الأمينا

لهم شدة الباس في موطن … تخور به الأسد ضعفاً ولينا

لهم انمل تنشئ الغاديات … فينتجع الجدب غيثا هتونا

هم القوم ثلوا باسيافهم … عروش الملوك ودكوا الحصونا

وحلوا معاقد تيجانها … فاضحت مغانم للفاتحينا

بنور العدالة قد أسفروا … فاجلت بهم ظلمة الظالمينا

وعلمهم الساطع المستنير … اضاء التمدن للجاهلينا

فيا ساقي الكاس علل بها … حشى ملأتها الليالي شجونا

وحدث عن العرب ان الحديث … عنهم يسلى الفؤاد الحزينا

اعد ذكر أيامنا السالفات … تحن إليها المعالي حنينا

وعرج لأيامنا الحاضرات … تجدنا بها طعمة الاكلينا

فابلغ نزار وقحطانها … جميعا قبائلها والبطونا

مغلغلة تستثير الهموم … وتغري بهجر الرقاد العيونا

وقل لهم يا حماة الذمار … وابطال يوم الوغى المعلمينا

بكم بني الدين حتى استقام … واصبح ركن هداه ركينا

واخضعتم فيه كل الشعوب … فرساً وروما وهنداً وصينا

إذا ذكر الدين كنتم له … ابر البنين فنعم البنونا

فعودوا لنصرته مثلما … بدأتهم بنصرته منجدينا

فأوطانكم بعد عز الحفاظ … قد اصبحت نهزة الطامعينا

يسوم الصليب اعزاءها … ويا لهف نفسي ذلا وهونا

ويا مسلمي الأرض ان الصليب … على الدين أوقد حرباً زبونا

يريد البلاد مسيحية … ترن النواقيس فيها رنينا

وتغدو جوامها الزاهرات … وهن كنائس للراهبينا

الا تغضبون لدين الإله … فقد حان ان تنهضوا مغضبينا

الا تغضبون لشرع النبي … خير الورى اشرف المرسلينا

الا تغضبون لأوطانكم … فقد اصبحت للاعادي رهونا

الا تغضبون لأحسابكم … فقد اصبحت عرضة الواصمينا

فأيران مملكة الاقدمين … غدت وهي ملعبة المحدثينا

فانكلترا في جنوب البلاد … أصابت مكان الاماني مكينا

وقد نفذت روسيا في الشمال … فنوذ المملك في التابعينا

وتلك مراكش ذات الكيان … هانت وما خلتها ان تهونا

فحل الفرنسيس ارجاءها … بجيش الحماية مستعمرينا

لقد ضيع الملك عبد الحفيظ … فلا ائتمن الملك ذاك الخؤونا

ومصر تقاسي من الاحتلال … برغم الغيارى عذابا مهينا

متى تنبري وهي مأوى الكرام … فتقرى الضيوف بها النازلينا

بطعن الاسنة تفرى الكلى … وضرب المواضي تقد الشؤونا

متى تجمع الهند ابناءها … لأخذ الحقوق من الغاصبينا

فقد سلبوا عزها والفخار … واستعبدوا أهلها المالكينا

وهذي طرابلس لا تزال … تكابد بالجهد حرباً طحونا

كان خدور ذواة العفاف … قلوب شعبن من المسلمينا

كأن مسيل دماء الصغار … مسيل جفون عليهم بكينا

فصبراً على الحرب ايطاليا … وان جنت الحرب ما تكرهينا

فمن رام ما رمته لم يكن … بغير قوى بأسه مستعينا

وأنت إذا طحنتك الوغى … فزعت إلى الدول المصلحينا

ورعت النساء واطفالها … ومشيخة القوم والعاجزينا

هلموا نحاكمكم للضبا … فتقضي بالحق فيكم وفينا

فلسنا وان ضرستنا الحروب … ندين لمؤتمر الحاكمينا

ركنتم إلى صلحنا والسيوف … تأبى لنا الصلح والمسلمونا

فإن طرابلس للمسلمين … جميعا يحامونها اجمعينا

فلا صلح ما بيننا أو يفز … اقوى الفريقين عزما ودينا

ولا صلح ما بيننا أو تدور … دوائر سوء علىالمعتدينا

فان شئتم صلحنا فاتركوا … لتلك الضراغم ذاك العرينا

وان شئتم صلحنا فاخضوا … لحكم الضبا وارجعوا صاغرينا

اضاليل نفس بليتم بها … وأوطان قدس بها قد بلينا

ونحن وفينا بوعد الثبات … على الحرب لكنكم لا تفونا

سراب مني قد خدعتم به … فلا نفعت غلة العاطشينا

فعدتم ظماء واسيافنا … بماء الطلى منكم قد روينا

ونزهتكم اصبحت محنة … من الدهر تنظم حينا فحينا