سقى العقيقَ ؛ فالديارَ فاللوى – الهبل

سقى العقيقَ ؛ فالديارَ فاللوى … سحائبٌ تضحكُ منهنّ الربى

وجادها هامي الغمام رائحاً … على رباها غادياً كما تشا ؛

ولا خلتْ عن أهلها طول المدى … ولا تخطى نحوها صرفُ القضا ؛

فكم بها من أغيدٍ مهفهفٍ … تخجل من الحاظه بيضُ الظبى َ ؛

له على رغمي كما شاء الهوى … مني صفا الودَّ ؛ ولي منه القلى

ساجي الرنا ؛ يمشي بقدًّ أهيفٍ … يهزؤُ بالغصنِ الرطيب إنْ مشا

يكاد غصنُ البانِ يحكي لينه … وقده يقولُ مهلاً لا سوا ..

أظلّ من غرته وفرعهِ … مولهاً بين الصباح والمسا ؛

يسومني العاذل فيه سلوة ً … ولي فؤادٌ عن هواه ما سلا ؛

يا عاذلي واللهِ لو رأيتهُ … لقيتَ منه ما لقيتُ من عنا ؛

كم ذا أقضي زمني في حبهِ ؛ … معللاً ما بينَ يأسٍ ورجا

وكم بوعدِ وصله أطمعني … حتى إذا استنجزتهُ الوعد لوى

وحالتِ الأيامُ دونَ وصلهِ … كأنما تحسدني على اللقا

مالي وللدهر الخؤون لم يزلْ … عليّ للأعداء سيفاً منتضى

كمْ ذا أغضّ مقلتي على الأذى … منه وكم أحملُ ما يوهي القوى

وهكذا كلّ جوادٍ سابقٍ … من الورى تعيده إلى الورا .

يا طالما عللتُ نفسي بالمنى ؛ … وما عسى تجدي لعلّ وعسى

لأجعلنّ الصبر لي خلقاً ومنْ … يصبرْ ينلْ بصبرهِ أقصى المنى ؛

فربّ همًّ قد عرا ثم انجلى … وربّ يسرٍ بعد عسرٍ قد أتى ؛

كم فرجٍ قد جاء بعدَ شدة ٍ … وحالة ٍ حولها الله إلى . ؛

أما منْ حجّ ولبى ودعا … وجاء بالدين الحنيف المرتضى ؛

لو لمْ يكن عليَّ دينٌ جائرٌ … ولم تكنْ عندي حقوقٌ للورى

لأرفضّنَ هذه الدنيا إلى الأخرى … وحسبي بدلاً وحبذا ؛

وألزم النفسَ العفافَ قائلاً … للعمرِ المقبل كنْ كما مضى ؛

ولم أعاتبْ سيفَ حظي إنْ نبا ؛ … ولم اقلْ لزمني حتى متى

لكن حقوق قد ثناني الفقر عنْ … قضائها ؛ والحقّ دينٌ يقتضى ؛

وثقل دينٍ قد أذابَ جسدي … وترك الطرفَ سميراً للسهى ؛

عسى وعلّ فرجٌ معجلٌ … من خالقي يكشف هما قد عرى ؛

ثم الصلاة ُ والسلام ما بدا … نورٌ وما غاب الظلام واختفى ؛

على النبيّ المصطفى أكرم منْ … أرسله ربُّ السمواتِ العلى ؛

وصنوه حيدرة الكرار منْ … باهى به الرحمنُ أملاكَ السما ؛

والآل أرباب التقى أمانُ أهلِ الأرض … أعلام الهدى سفن النجا .