سرى طيفها وهنا إلي فحياني – الهبل
سرى طيفها وهنا إلي فحياني … فيا حبذا طيف من السقم أحياني
بعيد السرى يجتاب كل تنوفة … ولم يثنه عن قصد مغرمه ثاني
أيا زائرا من بعد نأي وفرقة … وعاود لما عاود النوم أجفاني
بعيشك يا طيف الأحبة قل لهم … أما عطفة ترجى على المدنف العاني
وهل ذاكري أحباب قلبي على النوى … أم الحب أغرى من أحب بنسياني
على أن هذا الهجر والصد منهم … لحالان في شرع الصبابة حلوان
وحرمة أيام الوصال التي قضت … وطيب ليالينا بذي الرمل والبان
لقد تلفت روحي اشتياقا إليكم … وهاجت صباباتي إليكم وأحزاني
وقد كدت أقضي بعدكم يا أحبتي … ومن بعدكم ما كان بالموت أحراني
وأغيد كالغصن الرطيب إذا مشى … من الترك فتاك اللواحظ فتان
يرنحه سكر الصبابة والصبا … كما رنحت ريح الصبا غصن البان
كلفت به كالبدر حل بسعده … وعاصيت فيه كل من ظل يلحاني
ولم أنس في نعمان يوما جنيت من … أزاهر خديه شقائق نعمان
يقولون ما ألقاك في نار حبه … فقلت لهم لا تعتبوا خده القاني
دعوني وذنبي في هواه فخاله … إلى الحب من طور المحاسن ناداني
سأثني عناني نحوه غير سامع … ملاما وكيف الكفر من بعد إيمان
ويا شرف الإسلام يا من صفاته … الحميدة حقا ما اجتمعن لإنسان
أتتني على بعد قصيدتك التي … أقر لها قاصي البرية والداني
بعثت بها حسناء يا خير محسن … فأطلقت جهدي بين حسن وإحسان
وأرسلتها حوراء مصحوبة الرضى … فقلت انظروها فهي من حور رضوان
كسرت قناة الناصين بها كما … رفعت بها يا بن الأكارم من شاني
فمن أين لي في أن أجاريك طاقة … وبحرك يأبى أن يقاس بغدراني
ولكن من عجز أقابل بالحصى … قلائد من در نظيم وعقيان
توصلت في مدحي إلى مدح ماجد … به افتخرت أبنا معد وعدنان
إمام الهدى رب الندى واسع الجدا … مبيد العدى مروي صدى كل عطشان
فتى حاز شأو المكرمات بهمة … تريه البعيد الصعب مستسهلا داني
فمن كالحسين السيد الندب في الورى … يشيد العلى والمجد من غير ما واني
ولما شكوت الدهر يا خير ماجد … غدوت بقلب من همومي حران
وبت كأني ساورتني ضئيلة … من الرقش من أنيابها السم يغشاني
لحا الله دهرا حاربتك صروفه … ومالت بطغيان عليك وعدوان
وأنت الذي شرفته ورفعته … على أعصر مرت قديما وأزمان
فمال ولو وفاك ما تستحقه … بنى لك بيتا فوق هامة كيوان
فلا تبتئس وابشر فسعدك مقبل … سيأتيك ما تهوى وإن رغم الشاني
وسوف ترى السبع الدراري مطيعة … لأمرك فيما تشتهي ذات إذعان
عليك سلام مثل أخلاقك التي … هي الروض لا بل زهرها غب هتان