ساعة نقاش مع طالبة – عبدالله البردوني

ـ أهلا .. أتريدين العنوان؟ … مهلا أرجوك … لماذا الآن ؟

لا أدري الساعة … أين أنا … أوّ ما اسمي … أو من أي مكان؟

في صدري تبكي أطيار … عطشى … في جمجمتي شيطان ..

((شيطان أنّى أو ذكر ..؟ … شيطان (الأعشى) أو (حسان) ؟ ))

ـ خفق ناريّ يعزفني … وصدى كأزاهير الرّمان

(هذي أعراض الشّعر كما … جرّبت ولادات الوجدان)

(تغلي كربيع مخبوء … يشتاق إلى لقيا البستان)

(الطّقس رديء ثلجي … أحيانا … جمريّ أحيان)

(أخبار اليوم نفوا ، هجموا … كسروا إحدى كتفي لبنان)

((ألديك جديد تنشدنا ؟)) … ما زال جنينا … بل غثيان

((غدا المولود سنرقيه )) … ـ تدرين مواعيد الفنان

((ما مطلعها ؟.. أقفا نأسى … من ذكرى سينا والجولان))

كلّ الوطن الغالي (سينا) … وجميع مدائننا (عمان)

((موشى)) ما عاد هناك … هنا … وهنا ألفا ((موشى ديّان))

من ذا يقتاد سفائننا ؟ … يا ريح … الموج بلا شطآن

أتعيد الريح دم القتلى … وتشبّ شرايين الميدان؟

أترين مقابرا يوما … تهتاج … فتقذفنا شجعان

ننهمي أمطارا … أو تهوي … أشلاء … أو نمضي فرسان

((مغول … ما دمنا نشوى … أن ينضجنا الألم الحرّان))

((أسخى الثورات جنى ولدت … في المنفى أو خلف القضبان))

((أنسيت القهوة )) ـ فلتبرد … ((بردت جدا سئم الفنجان))

((قل لي اقرأت مقالاتي )) … ـ في أنقى ساعات الإمعان

وقصائدك الحلوات اضحى … وغروب صيفي الأجفان

ديوان يبدو … لا أحلى … منه إلاّ أم الديوان

((شكرا يا … )) وارتبكت ورنا … من عينيها خبث فتّان

وتراءت كامرأة أخرى … تلهو في داخلها امرأتان

فتناست لهجتها الأولى … وتناغت كالطفل الجذلان

وتناغت النبرات على … شفتيها كالفجر النّعسان

((ما يدء قصيدتك الكبرى؟ )) … وأضاءت ضحكتها الفتان

ـ ما زلت أفتش عن صوتي … وفي … في معترك الألحان

وأسائل عن وجهي عنّي … عن يومي في تيه الأزمان

عن حرف حر الوجه له … نفس غضبى وفم غضبان

((الشعر اليوم كما تدري … ألوان … ليس لها ألوان))

((كل الأنفاس بلا عبق … كلّ الأوتار بلا عيدان))

((زمن الصاروخ قصائده … عجلى كالصاروخ العجلان))

((ولن تشدو … والقصف هنا … وهنا … والعصر بلا آذان))

((أيديه فولاذ … فمه … طاحون … أرجله نيران ))

((يرنو من خلف التيه كما … ترنو الحيطان إلى الحيطان))

((أقراص النّوم تبيع له … أهدابا … وهدوءا يقظان ))

ما أضيعنا يا شاعرتي … في عصر الوزن بلا ميزان

في ظل الغزو بلا غزو … في عهد البيع بلا أثمان

أموازنة القوّات سوى … تجميل مناقير العدوان

((فلتسلم فلسفة الأيدي … ولتسقط فلسفة الأذهان))

((كلّ الأوراق بما حملت … تشتاق إلى ألفي طوفان))

ـ ما أتعبنا … يا أخت ، وما … أقوى وأمرّ عدى الإنسان

((إدري إنّا لم نتغير … مهما ((عصروا لون الطغيان))

((أترى القرصان وإن لبسوا … أطرى الأشكال … سوى القرصان

((تدري … ما زلت لمولاتي … نعلا … وأنا نعل السلطان))

((قل : لم نترك وثنا لكن … … … في ؟أنفسنا أصلّ الأوثان))

((ما أضعفنا شيء إلا … ما فينا من طين الإذعان))

((فلأذهب … عفوا طوّلنا )) … ـ لم تذهب لقيانا … مجّال

((حسنا عنوانك )) … وابتسمت … عيناها … كعشايا (نيسان)

ـ(صنعا) يا سلوى عنواني … بيبي : في مزدحم الأحزان

عملي : عزّاف مبتده … يبكي أو يشدو للجدران

صندوق بريدي … معروف … برميل الحرق … أو النسيان

وهدأت برغمي وانصرفت … ولبسنا الصمت على الأشجان