سارَ الرفيقُ لقصدهِ وتلبثا ، – ابن المعتز
سارَ الرفيقُ لقصدهِ وتلبثا ، … و شكان فما عذرَ الرفيقَ ، ولا رثى
ورأى الطّلولَ تُطيقُ دَفعاً للأسَى ، … و قضتْ عليه أن ينوحَ ويمكثا
لم يبقَ فيها غيرُ نُؤيٍ خاملٍ، … ومُسحَّجٍ رثِّ القِلادَة ِ أشعثا
عفى وغيرها زمانٌ غادرٌ ، … مُتقلّبٌ في شَرطِهِ أن ينكُثا
من بعدِ عهدكَ أن ترى في ربعها … رشأً كحيلَ المقلتينِ مرقشا
يرنو بناظرة ٍ تُذيبُ بلحظِها … مُهَجَ النّفوسِ تقتّلاً وتأنّثا
أيامَ يلقي الزهرُ في لذاتهِ … وسناً، وتبعثُني الحوادثُ مَبعَثَا
أوما عجبتَ لصاحبٍ ، لي شرهُ ، … لا يتّقي أن يَستَشيرَ ويَبحثا
أعيا التقاة َ ، فما تلينُ قناتهُ ، … وعَصَت أفاعيهِ الرُّقاة َ النُّفَّثا
ذهبَ القديمُ من المودة ِ خالصاً ، … و استبدلَ الإخوانُ وداً محدثا
يعلو عليّ ، إذا وصلتُ حبالهُ ، … فإذا قطعتُ الحبلَ منه تشبثا
إن يَحمِلِ الأخبارَ ينقُلْ نفسَه، … حتى يَظَلّ بسرّها متحدّثا
متهكمٌ بالسرّ ليسَ بعقلهِ … رتقٌ ، إذا غفلَ الرجالُ تنكثا
عريانُ من حللِ الجلالة ِ والتقى ، … لم يحوِ من كرمِ الخلائفِ مورثا
في مزحهِ جدٌّ يهيجُ لسمهِ … داءُ الصدورِ عليه حتى ينفثا
هل كانَ إلاّ بعضَ ميلِ كتائبٍ … أعيا عليّ تقصفاً وتشعثا
وجَبَت عليه كسرة ٌ، أو رميَة ٌ … أنفي بها عني الأقلّ الأخبثا
ورجَعتَ مُنتحِلَ الكِتابَة ِ لا تُرَى … في اللّيلِ إلاّ ماضياً متعبِّثا