زمن أرعن – أديب كمال الدين

(1)

حبّكِ خطأ يتكرّر في الدقيقة ستين مرّة.

(2)

حبّكِ ساعة لا تقف لتنظر إلى الوراء

إلاّ لتدفن رأسها في الرمال.

(3)

حبّكِ ساعةُ صراخ طفل

وشاعر صعلوك

ومدينة تغرقُ في بحرِ الجوعِ والعنف.

(4)

حبّكِ عقاربُ زمنٍ أرعن.

(5)

حبّكِ ساعة تكذبُ لتصدق

وتصدق لتمارس أكاذيبها وترّهاتها.

(6)

حبّكِ أكذوبة وساعتكِ طفل لا أب له.

(7)

دمي ساعة لا بدء لها إلاّ مع عريك…

وهكذا فقد حُكِمَ على ساعتي بالتوقف الأبدي.

(8)

أيتها الفارغة…

كيف امتلأتِ بحركةِ اليد؟

أنت الساعة التي أردتُ لها

أن تسير بحلمِ الجواهر

وزقزقةِ الحروف

وبهجةِ الشعر.

(9)

أنتِ ساعة تدقّ، تدقّ، تدقّ

تك.. تك.. تك..

وتنادي راعي جسدها المتوحّش

لتسلّم له – كلّ ليلة – دقات قلبي

في فرحٍ غبي

وحيوانية كاملة.

(10)

أنتِ ساعة تتوسّل وتتسوّل.

(11)

أنتِ ساعة لا تكفّ عن الدوران

في صحراء العبث الكبرى.

(12)

حبّكِ مذبحةُ الساعاتِ الميِّتة

التي حطّمها هجومُ الزمن المفاجىء.

(13)

حبّكِ ساعةُ البرابرة

ساعة روحها الأنياب والعصي

والسكاكين البرّاقة وسط الشمس.