زارتْ وجنحُ الدجى يا سعدُ معتكرٌ – عبدالغفار الأخرس
زارتْ وجنحُ الدجى يا سعدُ معتكرٌ … فأَوْقَدَتْ في ظلام اللّيل مصباحا
وقال صَحْبيَ ممّا راح يدهِشُهُمْ … أصبحتَ في هذه الظلماء إصباحا
وقلتُ والروح تستشفي بطيب شذا … من عرفها وعرفتُ القلب مرتاح
أحيا أريجك ميتاً لا حراك له … فهلْ بَعَثْتَ مع الأرواح أرواحا
وَعَلَّلَتْنا وتَعْليلُ المشوق بما … يشفي فؤاداً شديد الشّوق ملتاحا
وأسكرتنا بألفاظٍ تكرّرها … وما أدارَتْ على النّدمان أقداحا
وَبتُّ أشْرَبُ من معسول ريقتها … راحاً وأشربُ من ألفاظها تفاحا
وأَقطفُ الغَضَّ من تفّاح وجنتها … ومَن رأى قاطِفاً باللّثم تفاحا
حتى إذا الفجر لاحت لي ملابسه … مُبْيَضَّة ً ورداءُ الليل قد طاحا
وأَوْضَحَ الأمر في لألاء غُرَّتِهِ … وزادَه فَلَقُ الإصباح إيضاحا
وَدَّعْتها وكأنَّ القلب حينئذِ … غَدا على إثرها ياسعدُ أرواحا
وأعْقَبَتْ كلَّ حزنٍ بَعد فرقتها … فهلْ لها أنْ تعيدَ الحزنَ أفراحا