رعى اللهُ في الحاجاتِ كلَّ نجيبِ – مهيار الديلمي
رعى اللهُ في الحاجاتِ كلَّ نجيبِ … سميع على بعدِ الدعاءِ مجيبِ
و طهرَ فتيانا من الذمَّ طهروا … غيوبهمُ أن تنتحى بعيوبِ
سواءٌ على عسرى ويسرى وفاؤهم … و ألسنهم في مشهدي ومغيبي
أحبوا المعالي وهي منصبة ٌ لهم … فما قنعوا من وصلها بنصيبِ
لجارهمُ من دارهم مثلُ ما لهم … على راحة ٍ من عيشهم ولغوبِ
إذا جئتهم مستصرخا ثارَ مجدهم … بكلَّ مجيبٍ في الخطوب مهيبِ
و كرمَ عيشي عندهم وأعاده … بما فاض من حسنٍ عليه وطيبِ
تعيرني ليلى الوفاءَ بعهدهم … على بعدهم أنبتِ غيرَ منيبِ
خلقتُ رقيق القلب صعباً تقلبي … أرى لبعيدٍ ما أرى لقريبِ
و ما زلتُ أهوى كلَّ شيء ألفته … و صاحبتهُ حتى ألفتُ مشيبي
و تنكرِ أضفاري كأنْ لم ترَ الصبا … سقى وَ رقى يوماً وهزَّ قضيبي
و لم ألقى َ أشراكا فأثنى حبالها … على ما اشتهتْ من أعينٍ وقلوبِ
فما زال ممسيَّ الزمانُ ومصبحي … بأسماله حتى استردَّ قشيبي
فداءُ بني عبد الرحيم وودهم … هوى كلَّ ممذوق الوداد مريبِ
و لا برحتْ تسقي الحسينَ وعرضهُ … بملآنَ من فيض الثناء سكوبِ
مجلجلة ُ الأرجاءِ صادقُ برقها … حلوبٌ لماء الشعرِ غيرُ خلوبِ
مرتها رياحُ الشكر حتى تلاحمتْ … بما نسجتها من صباً وجنوبِ
فصابت فعمت ما سقته فأخصبتْ … على أنها لم تسقِ غيرَ خصيبِ
و جازاه ملكا في الجزاء فضيلة ً … و أدى ثوابَ الشكر حقَّ مثيبِ
أخى وأخى الموروثُ غيرُ موافقٍ … و مولاي وابنُ العمّ غيرُ نسيبِ
ضميرٌ على حكم اللسان وبعضهم … أخو ملقٍ يبلى َ أخوه بذيبِ
و عنِ حفظ غيبِ الملكِ نصحا إذا طغى … به غلّ أسرارٍ وعينُ غيوبِ
فكم غمة عمياء أعضلَ داؤها … رماها برأيٍ من نهاهُ طبيبِ
و شاهدة ٍ بالفخر أوفتْ صفاتها … على كل معنى ً في الجمال عجيبِ
أتت شرفاً من سيدٍ وكأنها … أتت من محبًّ تحفة ً لحبيبِ
صفتْ وضفت حتى استطالت جنوبها … بوافٍ ومدتْ باعها برحيبِ
و نيطتْ بأخرى مثلها فتظاهرا … على ظهر طودٍ في قميص قضيبِ
و منحولة ٍ جسمَ الهواءِ نحيلة ٍ … كأنّ الهوى فيها رمى بمصيب
من الريح لولا أن يذبلَ تحتها … وقارك مرتْ عنك مرَّ هبوبِ
إذا دقَّ مسا وقعها جلَّ رفعها … إلى منصبٍ في القريتين حسيبِ
و ذي شيبتين استوقف الصبحَ والدجى … على ناصلٍ من لونه وخضيبِ
كأنّ السحابَ جونها وبياضها … تفرعَ من صافٍ به ومشوبِ
تشبثتِ الأبصارُ حتى تمكنتْ … و قد كرّ من هادٍ له وسبيبِ
توقى الأذى من عرفه بخميلة ٍ … و حكَّ الحصى من ذيله بعسيبِ
و أعجبه في ردفه ووشاحه … ملابسُ تكسو منه كلَّ سليبِ
نصيبٌ من الدنيا أتاك ففزْ به … و لا تنسَ من فضلِ العطاء نصيبي
كفى المهرجان مذكرا وذريعة ً … إلى محسنٍ في المكرماتِ مطيبِ
بقاؤك ألفاً مثلهَ في كفالتي … دعوتُ ومنَّ اللهُ فيك مجيبي
فما زال فيكم كلُّ خيرٍ طلبته … قضى ليَ في دراكه وعنى بي