رعى اللهُ عهدَ حبيبٍ ظَعنْ – الباخرزي
رعـى اللهُ عهـدَ حبيبٍ ظَعنْ … وحيّـا مساكنَ ذاك السّكَنْ
فإنِّـي مُـذ أضمرتْـهُ البـلادُ … مُعَنّى ً بـأشواقِـهِ مُمْتَحَنْ
وقلبي على صدقِ إيمانهِ … يحبُّ عبادة َ ذاكَ الوثن
أروحُ وفي الحَلْـقِ منِّـي شَـجى ً … وأغدو وفي القلبِ مني شجن
وأبكي ولا طوقَ لي بالفراقِ … إذا ذاتُ طوقٍ بكت في فنن
فللمـاءِ من مُقـلتي مـا بَـدا … وللنّـارِ من مُهجـتي ما كمَنْ
وأسهرُ مُنتصبـاً في الفــراش … كما انتصبَ الفِعـلُ من بعدِ أَنْ
ومَن لجُفـوني بشيءٍ نسـيتُ … وأحسبُـهُ كـان يُدعى الوسَنْ
ومهمـا تلسّنَ بـرقُ الحِمى … فإنيَّ في ذكرهِ ذو لسن
أَقولُ لنفسي عسى أو لعـلَّ … وذلك من خدعِ العشقِ فن
كـأنِّي في حبّـه تاجـرٌ … وما رأس ماليَ إلا الثمن
فخلِّ الهوى إنهُ والهوانَ … شريكـانِ لُزّا معـاً في قَـرَنْ
وإني جهينة ُ أخبارهِ … وعِنْدي اليَقـينُ بِهـا فاسألَنْ
أأرعى السفوح ولي همة ٌ … مطنبة ٌ في نواصي القنن ؟
وآسى وفي الأرضِ مثلُ العميد … أبي طاهرٍ خلفِ بنِ الحسن
جهـيرِ النِّـداءِ كثـيرِ النّدى … جزيلِ العطاءِ رحيبِ العطن
ونبطت عرا الملك من رائهِ … بِبعض الدَّهـاءِ مِعَـنٍّ مِفَنْ
إذا بعُـدَ المـاءُ مِـن ماتِحٍ … فمـن عنـدِهِ دَلـوُهُ والشّطن
وإنْ تـاهَ في النـاسِ آمالُنـا … تَداركَنـا منـهُ سَلوى ومَـنْ
فسلـوى وفيـهِ لنـا سَلـوة ٌ … ومنٌّ ولم يتنغص بمنّ
يُهـينُ كرائـمَ أموالِـهِ … ويشري الثناءَ بأغلى ثمن
هو الروحُ في بدنِ المكرماتِ … وبالرُّوحِ يُرجـى بقـاءُ البدَنْ
فما فاتَـهُ في الشبـابِ الوقـارُ … ولم يُنسِهِ الشّيبُ عهـدَ الدَّدَنْ
شَجايـاهُ مثـلُ ريـاضِ الحزونِ … تسرُّ الحزينَ وتسرو الحزن
فعِلمٌ يفنِّـدُ فـيهِ الحلـيمُ … وحلمٌ يزلزلُ منهُ حضنُ
به نفرة ٌ من دنايا الأمورِ … كما ذعرَ السربَ نبعٌ أرن
تجرُّ أعاديه من بأسِهِ … على الأخشنينِ السفا والسفن
قصدتُ ذراهُ وظني بهِ … جميلٌ فحققَ لي كلَّ ظن
وجبتُ القِفـارِ وطفتُ البـلادَ … فلم أرَ حراً سواهُ ، ولن
ولا مدحيَ المجتبى شذَّ عنهُ … ولا منحهُ المجتنى شذَّ عن
فـلا زالَ في نعمـة ٍ لا تَـزولُ … وجدٍّ يجـدَّدُ طـولَ الزَّمنْ