رضاك رضاي الذي أوثر – المتنبي
رِضاكَ رِضايَ الّذي أُوثِرُ … وَسِرُّكَ سِرّي فَما أُظْهِرُ
كَفَتْكَ المُرُوءَةُ ما تَتّقي … وَآمَنَكَ الوُدُّ مَا تَحْذَرُ
وَسِرُّكُمُ في الحَشَا مَيّتٌ … إذا أُنْشِرَ السّرُّ لا يُنْشَرُ
كَأنّي عَصَتْ مُقْلَتي فيكُمُ … وَكَاتَمَتِ القَلْبَ مَا تُبْصِرُ
وَإفْشَاءُ مَا أنَا مُسْتَوْدَعٌ … مِنَ الغَدْرِ وَالحُرُّ لا يَغدُرُ
إذا مَا قَدَرْتُ عَلى نَطْقَةٍ … فإنّي عَلى تَرْكِها أقْدَرُ
أُصَرّفُ نَفْسِي كَمَا أشْتَهي … وَأمْلِكُهَا وَالقَنَا أحْمَرُ
دَوَالَيْكَ يا سَيْفَهَا دَوْلَةً … وَأمْرَكَ يا خَيرَ مَنْ يَأمُرُ
أتَاني رَسُولُكَ مُسْتَعْجِلاً … فَلَبّاهُ شِعْرِي الذي أذْخَرُ
وَلَوْ كانَ يَوْمَ وَغىً قاتِماً … لَلَبّاهُ سَيْفيَ وَالأشْقَرُ
فَلا غَفَلَ الدّهْرُ عَن أهْلِهِ … فإنّكَ عَيْنٌ بهَا يَنْظُرُ