رحلَتْ أُمامَة ُ للفِراقِ جِمالَها – الأخطل

رحلَتْ أُمامَة ُ للفِراقِ جِمالَها … كيما تبينَ فما تريدُ زيالها

ولئنْ أُمامة ُ فارقَتْ، أوْ بَدَّلَتْ … وداً بودكَ، ما صرمتَ حبالها

ولئن أُمامة ُ ودَّعتْكَ، ولمْ تخُنْ … ما قدْ علمتَ لتدركنَّ وصالها

إرْبَعْ على دِمَنٍ تَقَادَمَ عَهدُها … بالجَوْفِ واستَلَب الزَّمانُ حِلالها

دمِنٌ لقاتِلَة ِ الغَرانِقِ ما بها … إلاَّ الوُحوشُ خَلَتْ لهُ وخلا لها

بكرتْ تسائلُ عن متيمِ أهلهِ … وهي التي فعلتْ به أفعالها

كانت تريكَ إذا نظرتَ أمامها … مَجْرَى السُّموطِ ومَرَّة ً خَلخالها

دعْ ما مضَى منها فرُبَ مُدامة ٍ … صَهْباءَ، عارِية ِ القَدى ، سَلْسالِها

باكرتُها عند الصباحِ على نجى … ووَضَعْتُ غَيرَ جِلالها أثْقالها

صحبتها غرَّ الوجوهِ غرانقاً … مِنْ تَغْلبَ الغَلْباءِ، لا أسْفالَها

إخسأ إلَيْكَ، جريرُ، إنّا مَعشرٌ … منا السماءُ: نجومها وهلالُها

ما رامنا ملكٌ يقيمُ قناتنا … إلا استبحنا خيلهُ ورِجالها