راكبا نحو المدينة جرة – السيد الحميري

راكبا نحو المدينة جرة … عذافرة يطوى بها كل سبسب

إذا ما هداك الله عاينت جعفرا … فقل لولي الله وابن المهذب

إلا يا أمين الله وابن أمينه … أتوب إلى الرحمن ثم تأوبي

إليك من الأمر الذي كنت مطنبا … أحارب فيه جاهدا كل معرب

إليك رددت الأمر غير مخالف … وفئت إلى الرحمن من كل مذهب

سوى ما تراه يا بن بنت محمد … فإنه به عقدي وزلفي تقربي

وما كان قولي في ابن خولة مبطنا … معاندة مني لنسل المطيب

ولكن روينا عن وصي محمد … وما كان فيما قال بالمتكذب

بأن ولي الأمر يفقد لا يرى … ستيرا كفعل الخائف المترقب

فيقسم أموال الفقيد كأنما … تغيبه بين الصفيح المنصب

فيمكث حينا ثم ينبع نبعة … كنبعة جدى من الأفق كوكب

يسير بنصر الله من بيت ربه … على سؤدد منه وأمر مسبب

يسير إلى أعدائه بلوائه … فيقتلهم قتلا كحران مغضب

فلما روى أن ابن خولة غائب … صرفنا إليه قولنا لم نكذب

وقلنا هو المهدي والقائم الذي … يعيش به من عدله كل مجدب

فإن قلت لا فالحق قولك والذي … أمرت فحتم غير ما متعصب

وأشهد ربي أن قولك حجة … على الخلق طرا من مطيع ومذنب

بأن ولي الأمر والقائم الذي … تطلع نفسي نحوه بتطرب

له غيبة لا بد من أن يغيبها … فصلي عليه الله من متغيب

فيمكث حينا ثم يظهر حينه … فيملأ عدلا كل شرق ومغرب

بذاك أدين الله سرا وجهرة … ولست وإن عوتبت فيه بمعتب