ذمّ الزمانُ لدمنة ٍ – ابن المعتز

ذمّ الزمانُ لدمنة ٍ … بينَ المُشَقَّرِ والصّفَا

و كأنما نشرتْ بها … أيدي اللّيالي مُصحفَا

قَلِقَتْ لساكِنِها وحَمـ … ـلِ إنائِهم حتى انكَفَا

فيها ثَلاثٌ كالعَوائدِ … ئدِ يكتنفنَ المدنفا

من كلّ خالدة ٍ كستـ … ـها النارُ لوناً أكلفا

ومُشَجَّجٍ ذي لِمّة ٍ، … ثاوٍ بربعٍ قد عفا

ألِفَ القِفارَ فإن هفَت … عنهُ ضواريهِ هفا

لا يَشتَكي ذُلَّ الهوَا … نِ، ولا يَمُنُّ، إذا وَفَى

نصبٌ كحرباءِ الفلاة ِ ، … مضَى الجَميعُ، وخُلّفَا

بل هل تَرى ذا الظّعنَ لو … قامَتْ رِفاقي لاشتَفَى

لا ناصرٌ من رعبهِ ، … أبداً، يُوَلّيني القَفَا

كم دوستْ رجلي العدا … ة َ، وما بها عَنهُ حَفَا

أثبتْ لضغنهمُ ، ولا … تَكُ في العَداوَة ِ أضعَفَا

و إذا الرياحُ أطاعها … ميلُ القضيبِ تقصفا

زعمتْ هنيدة ُ أنني … مِمّنْ يَبيتُ على شَفَا

و لقد هززتُ مهنداً ، … عَضبَ المضارِبِ مُرهَفَا

و غذا سطا سطتِ المنو … نُ به، وتَعفُو إنْ عَفَا

حتى إذا ملأ الثّرى … ـبارِ سارَ ، فأوجفا

عَضبُ المضارِبِ كالغَديـ … ـرِ نفى القذى حتى صفا

ماذا بأولِ حادثٍ ، … كشفتهُ ، فتكشفا

فوَلَجتُ فيهِ صابراً، … وخرَجتُ منهُ مُثَقَّفَا

و إذا رمتْ شخصي العدا … ة ُ بنبلها صارتْ سفى

و غذا حديثُ الذمّ يـ … ممني ونى وتخلفا

وإذا العيونُ تَعَرّضَتْ … كانتْ لعيني أشغفا

إن كنتِ جاهلَة ً، فخلّي … من يديكِ الأعرفا

فغذا تبدى مقبلٌ ، … أنحَى علَيهِ، فاشتَفَى

بل قد هُديتُ لبارِقٍ … هاجَ الفُؤادَ المُدنَفَا

ما زالَ يَصدَعُ مُزنَة ً، … صدعَ النجادِ المدلفا

يَقظانُ يَلفِظُ نُورَهُ … نُوراً تألّقَ، واختَفَى

والرّعدُ يَحدو ظَعنَهُ، … فإذا تأخّرَ عَنّفَا

كالعاذلاتِ تأخرتْ … بالسيفِ شمعاً مترفا

طَوراً، وطَوراً لا يَعي … زجراً بهِ ، … وتقصفا

حتى حَسِبتُ سَحابَهُ … نوقاً تحاملُ زحفا

سيقتْ ، ولا تألو على … أولادهنّ تعطفا

حيرانُ يُضني ثِقلُهُ … هُوجَ الرّياحِ العُصَّفَا

بلَواحِقٍ مَملُوءَة ٍ … ماءً، وزاداً عُرِّفَا

وكأنّ هاتن وبلِهِ … قطنٌ أطيرَ مندفا

… جبَلاً ثوَى واحقَوقفَا

… طُ النورِ فيهِ وزخرفا

فتنَ العيونَ ، فخلتهُ … برداً أجيدَ مفوفا

و كانّ نشرَ الأرضِ بالأ … نوارِ حينَ تلحفا

ملكٌ عليهِ جوهرٌ ، … في سندسٍ قد أكنفا

وتَخالُ كلَّ قَرارَة ٍ … دَمعاً، يَحُولُ مُوقَّفَا

يا سلمَ عرفني المشيـ … ـبُ وحُقّ لي أن أُعرَفَا

ووجدتُ كفَّ الموتِ أقْـ … ـوى الآخذينَ وألطفا

وبَقيتُ بَعدَ مَعاشرٍ، … مثلَ الرديّ تخلفا

خَلَّوا على الباقي الأسَى ، … ونجَا الفَقيدُ مُخَفَّفَا

و لقد أراني بالصبا ، … و الغانياتِ مكلفا

أُسقَى مُخَدَّرَة َ الدّنا … نِ سُلافَ كرمٍ قَرقَفَا

راحٌ كأنّ حَبابَها … ذُرٌ يَجولُ مُجَوَّفَا

حظٌّ من الدنيا مضى ، … لو كانَ مَنعٌ أو شِفَا

و الدهرُ من أخلاقهِ اسـ … ـتِرجاعُ ما قد سَلّفَا