ديوان عربي – أديب كمال الدين

الساعة يأتي

كالطيرِ الأبيضِ مرتحلاً بحنين العشب

وطن قد غادره النومُ الأبيض

الساعة يأتي

وطن وأنين

وطن مرتجف كأنين.

الساعة يأتي

سأقول، إذن ، ورصاصُ الأعداء امتلك الجسد الفاني،

مَن يحضرني في مائدتي الدموية:

أشوارع فارقها الجوع،

أشوارع فارقها الخوف،

أشوارع لا تبكي أحدا؟

الساعة يأتي

قمر مرتحل بأنين

قمر مرتجف كأنين.

مَن ؟

ـ وأكاد أقوم ُإلى موتي الممتدّ على مائدةِ الشارع ـ

لص أغبر،

شرطي أخرس، سيقان كالحة،

ذكرى حلم ضائع؟

الساعة يأتي

زمن مرتحل بأنين

زمن مرتجف كأنين.

الساعة يأتي

سأقول: ربيع الربّ اشرحْ لي صدري

واشرحْ لي مائدتي الدمويةِ، مائدة الهجرات

اشرحْ لي كيف تقوم الليلةُ مثل مراكب ذاهلة

شعثاء الشعر،

شعثاء العينين، الشفتين

واشرحْ لي شي…ئاً…

لم يبقَ من الساعة

إلاّ خيط اللحظات سلاماً

لربيع الربّ سلاماً

يا كلّ دمي، زمني، كفي الدمويّ المغموس

برحيقِ عذابِ الأرض

وأنين رماد الواحات

وأقول سلاماً

سأقوم، الساعة، مثل الماء.