دعني فما طاعة ُ العذالِ من ديني ، – ابن المعتز

دعني فما طاعة ُ العذالِ من ديني ، … ما السّالمُ القلبِ في الدّنيا كمَحزُونِ

لا تسمعِ النصحَ غلاّ القلبُ يقلبهُ ، … يكفيكَ رأيكَ لي رأيٌ سيكفيني

أقَررتُ أنّيَ مَجنونٌ بحبّكُمُ، … و ليسَ لي عنكم عذرُ المجانينِ

وصاحبٍ بَعدَ سَنّ النّومِ مُقلَتُهُ، … دعوتهُ ، ولسانُ الصبحِ يدعوني

نَبّهتُهُ ونجُومُ اللّيلِ راكِعَة ٌ، … في مَحفِلِ من بَقايا لَيلِها جُونِ

ركوعَ رُهبانِ ديرٍ في صَلاتهِمُ، … سودٍ مدارعهم شمَّ العرانينِ

فَقَامَ يَمسَحُ عَينِيهِ وسُنّتَهُ … بقَعدَة ِ النّومِ مِن فيهِ يُلَبّيني

و طافَ بالدنّ ساقٍ وجههُ قمرٌ ، … وطَرفُهُ بسِريعِ الحَدّ مَسنُونِ

كانّ خطّ عذارٍ ، شقّ عارضهُ ، … ميدانُ آسٍ على وردٍ ونسرينِ

وخَطّ فَوقَ حجابِ الدُّرّ شارِبُه، … بنِصفِ صادٍ ودالُ الصُّدغِ كالنّونِ

فَجاءَ بالرّاحِ يَحكي وَردَ وَجنَتهِ، … مُقرطَقٌ من بَني كِسرى وشِيرينِ

علَيهِ إكليلُ آسٍ فوقَ مَفرِقِهِ، … قد رَصّعُوهُ بأنواعِ الرّياحينِ

لا أتقي الراحَ بالندمانِ من يدهِ ، … وإن سقَتنيَ حَولاً، قلتُ: زيدِيني

قُولُوا لمَكتومَ: يا نُورَ البَساتينِ، … الحَمدُ لله، حتى أنتِ تَجفُوني

قد كنتُ مُنتَظراً هذا، فجئتِ بهِ، … ولَيسَ خَلقٌ على غَدرٍ بمأمُونِ

ذكرتُ من خوفِ أهلي من بليتُ بهِ … من بينهم ، واحتملتُ العارَ في ديني

صرَفتُ معنى حَديثي عن ظُنونِهمُ، … عَمداً، كمن فَرّ من ماءٍ إلى طينِ