خُلْقٌ تحلَّى به سَلمانُ بيتِك من – أسامة بن منقذ
خُلْقٌ تحلَّى به سَلمانُ بيتِك من … أخلاقك الغر يا ذا البأس والنعم
مولى علاك وكم قد عاد شائهه … بيأسه من ملوك العرب والعجم
يقر بالملك للملك الذي نشر الـ … ـرحمن أيامه ظلا على الأمم
للصَّالحِ الملِكِ الميمونِ طائرُه … بِجيِده طوقُ مَنٍّ غيرُ منفَصِم
حمى ذويه وكم من باسط ليد … لولا حماه وكم من فاغر لفم
وذاد عنهم صروف الدهر إذ كلبت … عليهمُ، وهُمُ لحمٌ على وضَمِ
ونالَهم من تَوالِي سُحبِ نائِله … ما نال نبتَ الثَّرَى من وابلِ الدِّيَمِ
يا حاسِديه، اكِظمُوا، جِرَّاتِكم فأنا الّنـ … ـذير من أخذه إن هم بالكظم
إياكم عثرات البغي إن لمن … يبغيه يوماً يُوارى الشَّمسَ بالظُّلَمِ
حذار من مصرع الباغين قبلكم … فالسّيفُ منصلتٌ في كفِّ مُصْطَلِم
وفي تميم ومن والاه موعظة … إنذارُها يُسمع الأمواتَ في الرَّجَم
توهَّموا أَنَّ ضَارِي الأُسْدِ يَنفِرُ عن … عَرينِه لحشُودِ البُومِ والرّخَمِ
وما دَرَوْا أنَّه في حَجفلٍ لجَبٍ … من بأسِه، غيرُ هيَّابٍ ولا بَرِم
مُغامرٌ ترهبُ الآجالُ سطوتَه … وتَفرَق الأسدُ منه في حِمَى الأجَمِ
يستقبل الحرب بساماص وقد كشرت … بها المنيّة ُ عن أنيابها الأُرُمِ
يلقَى الأُلوفَ ويَحبُوها، ففي يَدِه … من العَطا والسُّطا بحرَاندًى ودَم
ما غركم بصدوق الظن يخبره الر … أْيُ الصحيحُ بما في الصدْرِ من سَقَم
يرى الضَّغائِنَ في قلبِ الحسودِ له … تدبُّ مثلَ ذَبيبِ النّارِ في الفَحَمِ
فإن سطَا عن يقينٍ، أو عفا كَرماً … فإنه خير ذي عفو ومنتقم
أدناكُم؛ فاعتليتُم عن ذَوي رحمٍ … وحاطكم فاغتديتم منه في حرم
وعمكم سيب جود منه نبه ذا الـ … ـخمول منكم وأغنى كل ذي عدم
كم غُمَّة ٍ كشفتْ عنكم صوارمُه … ولم يزل كاشفَ اللأْواءِ والغُمَم
لولاه، لا زَالَ عنكُم ظلُّه أبداً، … علمتُم كيف تأتى فجأة ُ النِّقَمِ
إن رابه منكم أمر فلا وزر … لكم ولا عاصم من سيله العرم
يا مالكاً مالكاً رقي بأنعمه … ومِلْكُ مثلِّيَ لا يُبتاعُ بِالقِيمِ
ما الشكرُ كُفءٌ لما أوليتَ مِن منَنٍ … وإن تسهل لي مستوعر الكلم
وإن أكن كزهير في الثناء فقد … علوتَ مجداً وجُوداً عن مدَى هُرِمِ
وإن تكُن مِدَحى وقفاً عليكَ فلا … تظنَّ أن ثَنائي منتهَى همَمِي
ففي يميِنك منِّي صارمٌ خَذِمٌ … يفري إذا كل حد الصارم الخذم
في حده حتف من ناواك وهو لمن … والاك منبجس بالبارد الشبم
فمُر بما شئتَ؛ ألقَى الأمرَ ممتثلاً … بهمَّة ٍ ما اعترتها فترة ُ الهِمَم
مجرِّباً طاعتى تجريبَ مُختبرٍ … إنّ التّجاربَ تجلو شُبهة َ التُّهم
فبذل نفسي عندي في رضاك فلا … حرمته بعض ما أنويه من خدمي
وحق ذاك لمن أنشرت أسرته … من بعدِ ما عدَّهُم من نَاخِر الرِّمَمِ
صرفتَ صَرفَ اللَّيالي دون غَشْمِهِمُ … وكفَّ بأسُك عنهم كفَّ مُهتَضِم
وأوصلْتُهم صلاتٌ من نَداك إلى … أرضِ الشَّاڑم، لقد أغربت في الكَرَمِ
وماالذي نِلتُ من نعَماك غاية ُ آمـ … مالي ولا منتهى حظي ولا قسمي
نيل العلا دون ما أرجوه منك كما … أنّ الغِنَى دون ما تحبوهُ من نِعَمِ
شرّفْتَني، فاعتلَى قدري، وأصحبَ لي … دَهري، وأصبحَ فيما رُمتُ من خَدَمِي
وطُلْت عَمَّن يُسامِيني، ففخرُهُم … أن يبلغوا إن سمت هماتهم قدمي
للّهِ درُّ طُروسٍ ضُمِّنت دُرَراً … أكرم بمنتثر منها ومنتظم
أضحت على مفرقي تاجاً وفي عنقي … تميمة ً من عَوادي الخطب والعُدُمِ
لفظُّ أرقُّ من الشَّكوى ، وألطفُ مِلْ عُتـ … ـبى ، وأشْهى من الإبلال في الألم
جرت لطافته من قلب سامعه … مجرى الهَوى من فؤادِ المغرمِ السَّدمِ
فصاحة ٌ أسمعَتْ مَن كانَ ذا صَمَمٍ … وحُسنُ معنًى أفاد الفَهمَ ذا اللَّمَمِ
ووشي خط حكى زهر الربيع سرت … أكمامُه عن بديعِ الفضلِ والحِكَمِ
لو كان حالِكُه لونَ الشَّباب لما … حالت نضارته بالشيب والهرم
يزيدُ سامِعَها تكرارُها شغَفا … بها وكم جلب التكرير من سأم
يا موجد الفضل والإفضال إذ عدما … حتى لقد أصبحَا نارين في عَلَمِ
مملوكُكُ الأصغرُ القِنُّ المبالِغُ في الإخـ … ـلاصِ، والسَّيرُ مقدودٌ من الأَدَمِ
لو نال ما يتمنى من مشيئته … مَشَى إليك خُضوعاً مِشية َ القلَمِ
كلمات: الشريف منصور
ألحان: طلال مداح