خذ ما استطعت من الدنيا و أهليها – إيليا أبو ماضي

خذ ما استطعت من الدنيا و أهليها … لكن تعلّم قليلا كيف تعطيها

كم وردة طيبها حتّى لسارقها … لا دمنه خبثها حتّى لساقيها

أكان في الكون نور تستضيء به … لو السماء طوت عنّا دراريها؟

أو كان في الأرض أزهار لها أرج … لو كانتا الأرض لا تبدي أقاحيها ؟

إن الطيور الدمى سيّان في نظري … و الورق إن حبست هذي أغانيها

إن كانت النفس لا تبدو محاسنها … في اليسر صار غناها من مخازيها

يا عابد المال قل لي هل وجدت به … روحا تؤانسك أو روحا تؤاسيها

حتّى م ، يا صاح ، تخفيه و تطمره … كأنّما هو سوءات تواريها ؟

و تحرم النفس لذات لها خلقت … و لم تصاحبك ، يا هذا ، لتؤذيها

أنظر إلى الماء إنّ البذل شيمته … يأتي الحقول فيرويها و يحميها

فما تعكّر إلاّ و هوم منحبس … و النفس كالماء تحكيه و يحكيها

ألسجن للماء يؤذيه و يفسده … و السجن للنفس يؤذيها و يضنيها

و انظر إلى النار إنّ الفتك عادتها … لكنّ عادتها الشنعاء ترديها

تفني القرى و المغاني ضاحكة … لجهلها أنّ ما تفنيه يفنيها

أرسلت قولي تمثيلا و تشبيها … لعلّ في القول تذكيرا و تنبيها

لا شيء يدرك في الدنيا بلا تعب … من اشتهى الخمر فليزرع دواليهال