حلفتُ بمن لاذتْ قريشٌ ببيتهِ – الشريف المرتضى
حلفتُ بمن لاذتْ قريشٌ ببيتهِ … و طافوا به يوم الطواف وكبروا
و بالحصياتِ اللات يقذفنَ في منى ً … و قد أمّ نحو الجمرة ِ المتجمرُ
ووادٍ تذوقُ البُزْلُ فيهِ حمامَها … فليس به إلا الهدى ُّ المعفرُ
و جمعٍ وقد حطتْ إليه كلاكلٌ … طلائحُ أضْنَتْها التَّنائفُ ضُمَّرُ
يُخَلْن عليهنَّ الهوادجُ في الضُّحى … سفائنَ في بحرٍ منَ الآلِ يزخَرُ
ويومِ وقوفِ المحرِمينَ على ثرًى … تَطاحُ به الزلاَّتُ منهُمْ وتُغْفَرُ
أتوه أساري الموبقاتِ وودعوا … و ما فيهمُ إلاّ الطليقُ المحررُ
لقد كسرتْ للدين في يوم كربلا … كسائرُ لاتُوسَى ولا هي تُجْبَرُ
فإما سبيٌّ بالرماحِ مسوقٌ … و إما قتيلٌ في التراب معفرُ
وجرحى كما اختارتْ رماحٌ وأنصُلٌ … و صرعي كما شاءت ضباعٌ وأنسرُ
لهم والدجى بالقاعِ مرخٍ سدوله … وجوهٌ كأمثال المصابيح تزهَرُ
تراح بريحانٍ ورحمة ٍ … و توبل من وبل الجنانِ وتمطرُ
فقل لبني حربٍ وفي القلب منهمُ … دفائنُ تَبْدو عن قليلٍ وتظهرُ
ظَننتمْ وبعضُ الظَّنِّ عجزٌ وغَفلة ٌ … بأنّ الذي أسلفتمُ ليس يذكرُ
و هيهاتَ تأبى الخيلُ والبيضُ والقنا … مجاري دمٍ للفاطميين يهدرُ
و لستمْ سواءً والذين غلبتمُ … و لكنها الأقدار في القومِ تقدرُ
وإنْ نِلتموها دولة ً عَجْرفيَّة ً … فقد نال ما قد نال كسرى وقيصرُ
و ليس لكم من بعد أن قد غدرتمُ … بمن لم يكُن يوماً منَ الدَّهرِ يغدُرُ
سِوى لائماتٍ آكلاتٍ لحومَكُم … وإلاّ هجاءٌ في البلادِ مُسَيَّرُ
تقطَّعَ وصلٌ كان منّا ومنكُمُ … ودانٍ منَ الأرحامِ يَثني ويَسطُرُ
وهل نافعٌ أنْ فرَّقَتنا أصولُكمْ … أصولٌ لنا نأوي إليها وعنصرُ؟
وعضوُ الفتى إنْ شُلَّ ليس بعضوهِ … و ليس لربّ السرب سربٌ منفرُ
ولابدَّ من يومٍ بهِ الجوُّ أغبرٌ … وفيه الثَّرى من كثرة ِ القتلِ أحمرُ
وأنتمْ بِمجتاز السُّيولِ كأنَّكمْ … هشيمٌ بأيدي العاصفاتِ مطيرُ
فتهبطُ منكم أرؤسٌ كنَّ في الذُّرا … و يخبو لكم ذاك اللهيب المسعرُ
و يثأرُ منكم ثائرٌ طال مطلهُ … و قد تظفر الأيام من ليس يظفرُ