حصانان أسود وأحمر – أديب كمال الدين

(1)

كنّا نجلسُ عاريين في الصحراء

حين اقترب منّا حصانان أسود وأحمر

فقمتِ بعينين دامعتين

وقبلتني القبلة الأخيرة

فدهشتُ

ثم امتطيتِ الحصانَ الأسود

وقلتِ بصوتٍ مرتجفٍ: وداعاً

فذهلتُ

لكني قلتُ لنفسي

سأمتطي الحصانَ الأحمر

إن عصفَ بي الشوق

وعذّبني الحبّ

هكذا اقتربتُ من جسدكِ العاري

لأقبّل شفتيكِ وثدييك

ولأراك تختفين مثل سهمٍ في الصحراء.

(2)

مرّت ساعاتُ الذهول

ساعة إثر أخرى

وأنا أنظرُ إلى جسدكِ العاري

يمتطي الحصانَ الأسودَ ويختفي في الأعماق

ثم سرعان ما عصفَ بي الشوق

وعذّبني الحبّ

فالتفتُ إلى حصاني الأحمر

لم أجده

ووجدتُ الشمسَ تغيبُ على امتداد الصحراء

مثل أسدٍ أحمر.