حذار منا وأنى ينفع الحذر – ابن القيسراني
حذار منا وأنى ينفع الحذر … وهي الصوارم لا تبقي ولا تذر
وأين ينجو ملوك الشرك من ملك … من خيله النصر لا بل جنده القدر
سلوا سيوفا كأغماد السيوف بها … صالوا فما غمدوا نصلا ولا شهروا
حتى إذا ما عماد الدين أرهقهم … في مأزق من سناه يبرق البصر
ولوا تضيق بهم ذرعا مسالكهم … والموت لا ملجأ منه ولا وزر
وفي المسافة من دون النجاة لهم … طول وإن كان في أقطارها قصر
وأصبح الدين لا عينا ولا أثرا … يخاف والكفر لا عين ولا أثر
فلا تخف بعدها الإفرنج قاطبة … فالقوم إن نفروا ألوى بهم نفر
إن قاتلوا قتلوا أو حاربوا حربوا … أو طاردوا طردوا أو حاصروا حصروا
وطالما استفحل الخطب البهيم بهم … حتى أتى ملك آراؤه غرر
والسيف مفترع أبكار أنفسهم … ومن هنالك قيل الصارم الذكر
لا فارقت ظل محيي العدل لامعة … كالصبح تطوي من الأعداء ما نشروا
ولا انثنى النصر عن أنصار دولته … بحيث كان وإن كانوا به نصروا
حتى تعود ثغور الشام ضاحكة … كأنما حل في أكنافها عمر